الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم هو أفضل رجل في العالم، حيث إن الله سبحانه وتعالى لم يخلق كالرسول صلى الله عليه وآله وسلم إنساناً، بل هو صلى الله عليه وآله أفضل مخلوق في الكون، لأن الله لم يخلق أفضل منه إطلاقاً، كما تواترت بذلك الروايات.
والسيد فاطمة الزهراء عليها السلام أفضل امرأة في العالم، بل لم يخلق الله عز وجل امرأة أفضل من الزهراء سلام الله عليها، ولا مخلوقاً أفضل منها عليها السلام بالنسبة إلى جنس النساء بما فيهن الحور، وهذا مما تواترت به الروايات أيضاً.
ولا عجب فإن الله سبحانه وتعالى فياض مطلق، يعطى الفيض لكل شيء قابل، ولسنا نريد بالقابل المهيّة التي لها مكانة في الذهن أو ما أشبهها، بل نريد أن الله سبحانه وتعالى يخلق الشيء صاحب المائة، والشيء صاحب الخمسين، والشيء صاحب الواحد... وهكذا.
وفي القرآن الحكيم: (أَنزَلَ مِنَ السَّماءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةُ بِقَدَرِهَا) سورة الرعد 17.
وتفصيل الموضوع مرتبط بالحكمة مما لا يسعه المقام...
وإنما الكلام في أن الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء عليها السلام موجودة عالية رفيعة المقام جداً، فوق ما يمكن أن نتصوره، وذلك لما ثبت من أن المحدود الضيق لا يمكن أن يستوعب ما هو أكبر منه، حتى إن بعض العلماء قالوا: إن فاطمة الزهراء وأمير المؤمنين علياً عليه السلام حسب بعض الروايات في كفتي ميزان، فهما بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على حد سواء في الفضل، وإن كانا الأفضل من سائر الأئمة عليهم السلام، وذلك لروايات الكفوية وغيرها.
قال الإمام الصادق عليه السلام: «لولا أن أمير المؤمنين تزوجها لما كان لها كفو على وجه الأرض إلى يوم القيامة، آدم فمن دونه».
وفي الحديث القدسي عن جبرئيل قال: «يا محمد إن الله جل جلاله يقول:لو لم أخلق علياً لما كان لفاطمة ابنتك كفو على وجه الأرض،آدم فمن دونه».
ولا شك أن فاطمة عليها الصلاة والسلام أفضل أولادها عليهم السلام، فقد قال الإمام الحسين عليه السلام يوم عاشور ألأخته زينب عليها السلام: «أبي خير مني، وأمي خير مني، وأخي خير مني، وأخي خير مني».
فالإمام أمير المؤمنين عليه السلام : «الحسن والحسين فاضلان في الدنيا والآخرة وأبوهما أفضل منهما»
ثم إن الإمام الحسن عليه السلام أفضل من الإمام الحسين عليه السلام، والإمام الحسين عليه السلام أفضل من سائر الأئمة عليهم السلام حتى من الإمام المهدي عليه السلام.
وفي بعض الروايات: إن الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف أفضل من الأئمة عليهم السلام بعد الإمام الحسين عليه السلام يعني: الإمام السجاد عليه السلام والباقر عليه السلام والصادق عليه السلام ....إلى الإمام العسكري عليهم السلام.
وكيف كان، فالمعصومون الأربعة عشر عليهم السلام خلق الله، وسلسلة المراتب بينهم ـ حسب المستفاد من الروايات ـ هكذا:
الرسول صلى الله عليه واله وسلم أولاً ثم أمير المؤمنين علي عليه السلام وفاطمة الزهراء عليها السلام ثم الإمام الحسن عليه السلام ثم الإمام الحسين عليه السلام ثم الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف ثم بقية الأئمة عليهم السلام.
نعم في الروايات (حسب إطلاعنا) لم يرد شيء على أفضلية بعض هؤلاء الأئمة عليهم السلام على بعض، يعنى الإمام السجاد والباقر والصادق والكاظم والرضا إلى العسكري عليهم أفضل الصلاة والسلام.
إن الله تعالى قد شرف فاطمة الزهراء عليه السلام منذ خلقها، حيث فضل ذاتها على غيرها من النساء، فطينتها أرفع من طينة سائر الناس بعد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم والإمام أمير المؤمنين علي عليه السلام كما يستفاد من حديث (التفاحة) وغيرها...
ولا مانع من ذلك، حيث إن الله سبحانه وتعالى يخلق الأفضل والفاضل والأقل فضلاً، كما في المياه حيث خلق العذب والمالح، وكما في الأرض حيث خلق التربة الجيدة والتربة غير الجيدة، وكما في المعادن حيث خلق الاثمن كالذهب، والأقل قيمة كالفضة وفي الحديث: «الناس معادن، كمعادن الذهب والفضة».
ففطرة الزهراء عليه السلام وطينتها لا يمكن أن تتسامى إليها امرأة في العالم ، حتى إن مريم وآسية وخديجة وحواء ومن أشبه من سيدات النساء عليهن الصلاة والسلام لايصلن إلى فضيلة فاطمة الزهراء عليها السلام الذاتية والتي ترتبط بطينتها وخلقتها.
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم «لما اسري بي دخلت الجنة فناولني جبرئيل تفاحة فأكلتها فصارت نطفة وفاطمة منها وكلما اشتقت إ لى ريح الجنة قبلتها».
وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «كان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يكثر من تقبيل فاطمة عليها السلام فأنكر عليه بعض نسائه ذلك، فقال صلى الله عليه وآله: إنه لما اسري بي إلى السماء دخلت الى الجنة فأدناني جبرئيل من شجرة طوبى وناولني تفاحة فأكلتها، فحول الله ذلك في ظهري ماءً، فلما هبطت الى الارض واقعت خديجة عليها السلام فحملت بفاطمة عليها السلام، فكلما اشتقت الى الجنة قبلتها، وما قبلتها إلا وجدت راحة شجرة طوبى منها فهي حوراء إنسية». وفي حديث آخر: «إن هذه التفاحة خلقها الله بيده وادخرها لنبيه صلى الله عليه وآله وأعطاها في ليلة المعراج».
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي ابتدع الأشياء من العدم..وخلق الإنسان وكرمه على سائر الخلق..وأخرجه من الظلمات إلى النور..بهداية سيد الخلق والأمم..محمد..صلى الله عليه وآله..وزينه بالعقل..وعلمه بالقلم..علمه ما لم يعلم..
أللهم صل على محمد وآل محمد
سلام من الله عليكم
مشكووور على الموضوع
اخي ضوء القمر بارك الله فيك