[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]حفل تاريخ البشرية بأنحاء مختلفة من العبادة التي أبتدعها الناس واختاروها فطالما اتخذ الناس على مر التاريخ أشياء مختلفة للعبادة، حيث اتخذت من مواد مثل الخشب والحجر والشمس والقمر والماء والنار والحيوانات المختلفة آلهة ومعبودات ومسجودات لأمم مختلفة. كما أن عبادة الملك والشهوة بكل أشكالها القبيحة، والشهرة والهوى والوطن لا تمثل إلا بعض المسالك المنحرفة للعبودية، حيث كان كل واحد من هذه المسالك موالون وتباع على مر العصور.
وعلى أية حال فإن أنحاء العبادة هذه ومسالكها وطرقها المختلفة تنبئ بأجمعها عن حاجة في نفس الإنسان إلى العبادة.
هذه الحاجة التي تؤدي في حال عدم رفعها واشباعها إلى أن تتعرض الروح إلى حالة من الشعور بالفراغ. يقول الاستاذ الشهيد المطهري:
إن أجلى تجليات روح الإنسان، وأعظمها قدماً، واعمقها غوراً وأصالة في أبعاد النفس الإنسانية حسه العبادي. إذ تشير الأبحاث الأثرية في حياة الإنسان إلى أن أصل العبادة كل موجوداً حيث كان الإنسان موجوداً. وإنما وقع الاختلاف في شكل العمل العبادي وشخص المعبود. أما الاختلاف في شكل العمل العبادي فمن أنحاء الرقص والحركات الجماعية المتناسقة، المصحوبة بسلسلة من الأذكار والأوراد، إلى أعلى درجات الخضوع والخشوع، وأعظم الأذكار والأوراد والمحامد. وأما الاختلاف في المعبود فمن الحجر والخشب وحتى ذات القيوم الأزلية الدائمة المنزهة عن حدود الزمان والمكان.
فالأنبياء ما جاءوا بالعبادة، ولا ابتدعوها من عدم، إنما جاءوا لتعليم الناس كيفية العبادة أي طبيعة الآداب والأعمال التي ينبغي أن تتخذ العبادة شكلها هذا من جهة ومن جهة أخرى فإنهم حالوا دون عبادة ما سوى الذات الأحادية الواجبة (التوحيد)".
ثم يضيف (ره): يعتقد بعض العلماء (مثل ماكس مولر) أن الإنسان كان في أول أمره موحداً، يعبد ربه الحقيقي، وأن عبادة الأصنام أو القمر أو النجم أو الإنسان قسم منحرف من العبادة لم يحصل إلا متأخراً. فالإنسان لم يبدأ عبادته بالصنم أو الإنسان ليتكامل بتكامل الحضارة فيبلغ حدّ عبادة الله الواحد. وإنما غريزة العبادة المعبر عنها في بعض الأحيان بالحس الديني موجودة لدى جميع افراد الإنسان"[13].
ويمكن معرفة مدى عمق هذا الاتجاه واصالته من خلال الأبنية المخصصة للعبادة، وفخامتها وانتشارها على مر التاريخ. فبينما يحيا الناس في بيوت مبنية بالطين مثلاً نجدهم يشيدون الكنائس والمساجد وغيرهما، ويعمرونها بأحسن أنحاء العمارة، ويتحملون الحروب الضارية، والمعارك الضروس دفاعاً عن آلهتهم وأربابهم.
وللإنسان أن يسأل نفسه ماذا عليه أن يعبد؟ وكيف؟
لا ريب أن البحث عن استحقاق موجود العبادة أم عدم استحقاقه من اختصاص العقل وحده. فإبراهيم أبدى لدى مواجهته عباد القمر متابعة لهم على ذلك، فلما أفل وغاب عن الأنظار عده فاقداً للاستحقاق. ثم ولى وجهه الشمس، وابدى تعلقا ظاهراً بها حيث كانت أكبر ضياء وأعظم سطوعاً فلما أفلت وغربت عدّ زوالها وعدم ثباتها دليلاً على لزوم الاعراض عنها[14].
ثم يبطل القرآن الكريم بقاعدة عقلية عبادة ما لا إرادة له ولا اختيار فيقول:
(ومالي لا أعبد الذي فطرني وإليه ترجعون)[15].
(قل أفغير الله تأمروني أعبد أيها الجاهلون)[16].
فهو يعد الأمر بعبادة غير الله مع تمركز كل القدرات والقوى والامكانيات فيه سبحانه امراً شائناً عن الجهل. وإذا كانت العبادة لا تليق عقلاً إلا به فأدب العبادة يجب أن يستوحي منه أيضاً، وكل ما لا يصب في هذا المصب، ويستمد مادته من هذا المنحى والاتجاه ليس أهلاً للقبول والاستحسان. فقد أثبتت التجربة أنه كلما أراد الإنسان أن يبتكر السبيل لابراز العبودية لله كما صنع راعي بني إسرائيل في مناجاته عجز عن أن يبدي أدباً مقبولاً في هذا الصدد. ويتعرض القرآن الكريم لنموذج من الابتكارات الخاطئة هذه فيقول:
(وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيباً فقالوا هذا الله بزعمهم وهذا لشركائنا فما كان لشركائهم فلا يصل إلى الله وما كان لله فهو يصل إلى شركائهم ساء ما يحكمون)[17].
ويعبر الشهيد الشيخ مرتضى المطهري عن ذلك فيقول: إن رسالة القرآن ودعوته: أيها الإنسان! اعبد ربك خير الرب، فهو المالك لأمرك، والمالك لكل مقدرات الكون، هو الذي لو جازت عليه الغفلة آناً واحداً لتلاشى كل شيء"[18].
(الذي خلقكم والذين من قبلكم)[19]
****************
شكرا لك اخي الواضح لمواضيعك القيمه
تقبل مروري و اسف للاطاله
دع الوهابية المجسمه وقود لجهنم وسوف يعلمون من هم اصحاب الصرا ط المستقيم
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] ******************