بسم الله الرحمن الرحيم
عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب
أنه قال: «أبغض الخلائق إلى الله المغتاب»
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].ويروي الصحابي الجليل أبو ذر الغفار
عن النبي
في وصية له أنه قال: «يا أبا ذر، إياك والغيبة، فإن الغيبة أشد من الزنا.
قلت: ولم ذاك يا رسول الله؟ قال: لأن الرجل يزني فيتوب إلى الله فيتوب
الله عليه، والغيبة لا تُغفر حتى يغفرها صاحبها»
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] فالغيبة جريمة من بُعدين فهي معصية لله تعالى، وعدوان على شخص ما. وهناك
روايات أخرى على هذا الصعيد منها: «أن الله تعالى قال لموسى
: من مات تائباً من الغيبة فهو آخر من يدخل الجنة، ومن مات مصراً عليها فهو أول من يدخل النار »
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]، وحديث آخر عن الرسول
أنه قال: «ترك الغيبة أحب إلى الله من عشرة آلاف ركعة تطوعاً» .مجالس الغيبة:
ما هو واجب المؤمن عندما يحضر مجلساً يسمع فيه غيبة للآخرين؟
هناك مجالس سمتها غيبة الآخرين، كأن شغلهم الشاغل تتبع عثرات الغير،
ومع الأسف أنك تجد مثل هذا الأمر في الأوساط الدينية وذلك بسبب اختلافاتهم
في الرأي، أو تضارب مصالحهم، فيقوم البعض بذكر معايب الآخرين وكأنما غاب
عن بالهم أن هذا الأمر من أعظم المحرمات.
بعض المتدينين يرى في نفسه زهواً لأنه لا يشرب الخمر، ولا يزني، ولا
يمارس أياً من الكبائر، وعندما يرى أو يسمع عن غيره أنه ابتلى بمثل هذه
المعاصي، يحمد الله أن نجاه منها، ولكنه يذكر مساوئ الآخرين ويشبعُ غيبة
لهم، وما كأن هذا الأمر من الكبائر، وأنه لا يقل عن الذنوب الأخرى، بل كما
يقول رسول الله
في الحديث الذي ذكرناه سابقاً: «الغيبة أشد من الزنا».
إذا حضرت مجلساً كهذا فما هو واجبك؟
قد تكون منزهاً عن ممارسة الغيبة، ولكنك الآن تعرضت لاستماع الغيبة من الغير، فما يكون موقفك؟
الفقهاء يؤكدون أن استماع الغيبة إثم كقولها، إذا استمعت إلى من يستغيب
شخصاً ما، وسكت على ذلك، ولم تدافع عن أخيك المؤمن، كنت شريكاً في هذه
الغيبة.
ولذا يتوجب عليك أن ترد الغيبة، وأن لا تقبل بها، البعض يتعذر بالحياء،
وهو عذر غير مقبول، إذا دعيت على شرب كأس من الخمر، فهل يكون الحياء
مبرراً لك لشربه؟ وإذا ما رأيت من يأكل لحم ميت ودعاك لمشاركته، فهل يكون
الحياء مبرراً لك لتشاركه، أو تسكت عنه؟
البعض إذا نهيته عن ذكر الآخرين بسوء، ودفعت الغيبة التي يلهج بها،
يقول لك: إن ما أقوله صحيح! وهذا ليس مبرراً للغيبة، فالغيبة ذكر الشخص
بما هو فيه، في ظهر الغيب.
جاء في الحديث عن رسول الله
أنه قال: «من نصر أخاه بظهر الغيب نصره الله في الدنيا والآخرة»
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] وعنه
قال: «إذا وُقع في الرجل وأنت في ملأ فكن للرجل ناصراً وللقوم زاجراً وقم عنهم»
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]. لا ترض لنفسك أن تجلس في مجلس الغيبة، لأنه مجلس منكر.
حكى لي بعض الأصدقاء أنه كان قبل أيام في مجلس أحد العلماء الأجلاء،
فتحدث أحد الحاضرين عن عالم من العلماء بسوء، فغضب ذلك العالم، ونهره عن
مثل هذا الحديث، وقال له: إذا كنت تتحمل عقاب مثل هذا الأمر فأنت حر، لكنا
لا نتحمل ذلك، فلا تعد إلى مثل هذا الأمر في مجلسنا. وهذا هو الموقف
الصحيح.
نسأل الله تعالى أن يجملنا بالخلق الحسن، وأن يمّن علينا باحترام حقوق
الآخرين، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآله الطاهرين.الف شكر لك اخي ضوء القمر وتقبلمروري