السؤال العقائدي:
ما هي الأحاديث أو الأدلة الشرعية التي تثبت أن شرب الخمر كان محرماً قبل نزول الآية رقم 43 من سورة النساء ؟
جواب سماحة الشيخ حسن الجواهري :
ان آية الأعراف / 33 : ( قل إنما حرّم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والأثم ... ) دالة على تحريم الخمر ، وقد نزلت قبل آية النساء / 43 ( يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وانتم سكارى ) ؛ إذ أن آية الأعراف مكيّة ، ( باعتبار أن سورة الأعراف مكيّة ) ، بخلاف آية النساء ، فإنها مدنية ، فيلزم من ذلك تقدّم آية الأعراف على آية النساء .وإذا لا حظنا آية الأعراف استفدنا منها تحريم الخمر ؛ إذ أنها تحرّم الاثم ، ومن مصاديق الاثم الخمر ؛ لقوله تعالى : ( يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما اثم كبير ... ) البقرة / 219 .
نعم ، آية الأعراف تحرّم الخمر بعنوان الإثم ، وليس بعنوان الخمر ، فهما تعدّ من الآيات الدالة على تحريم الخمر بعد ضمّها إلى آية البقرة / 219 وهي نازلة قبل آية النساء / 43 .
ونلفت النظر إلى انه قد جاء في روايات الإمامية ـ كما في تفسير العياشي ـ وروايات أهل السنّة ـ كما في تفسير الفخر الرازي عند تفسير آية النساء / 43 : أن آية النساء / 43 قد نزلت قبل تحريم الخمر ، ولا بدّ أن يكون المقصود من نزولها قبل تحريم الخمر بعنوان الصريح ، إلا فقد قلنا : إن آية الأعراف / 33 قد نزلت قبلها ، وهي يمكن استفادة تحريم الخمر منها بعد ضمها إلى آية البقرة / 219 . والخلاصة : أنه يوجد قبل آية النساء / 43 نصّ قرآني يدلّ على تحريم الخمر ، وهو : آية الأعراف /
السؤال العقائدي:
1 ـ ما هي الحكمة من استخدام التربة للصلاة ؟ وكيف اقنع إخواننا السُنّة بذلك ؟
2 ـ لمإذا السيدة زينب لا يندرج اسمها مع الأئمة الأثنى عشر ؟ وهل هي معصومة ؟ وما معنى العصمة
جواب سماحة الشيخ حسن الجواهري :
ج1 : لقد قامت الأدلة الشرعية عن ائمة الهدى عليهم السلام على أن السجود مشروط بأن يكون على الأرض أو ما أنبتته الأرض من غير المأكول والملبوس .
ولعل الحكمة هي أن السجود خضوع لله تعالى ، وتظهر فيه عظمة المولى وذلّة العبد ، وسجود المكلّف على الأرض اكثر ذلّة من سجوده على السجادة الفاخرة أو غيرها فإن وضع الجبهة على التراب اكثر ذلّة من غيره . فإذا أردت اقناع السنّة بأفضلية السجود على التراب ( أو وجوبه عندنا ) فتبيين أن الانسان يجب أن يكون ذليل امام الله بسجوده وركوعه والسجود على التراب اكثر ذلّة امام الله تعالى .
ج2 : إن الأئمة الاثنى عشر قد عيّنهم النبي صلى الله عليه وآله بأمر من الله تعالى ، وقد وردت بذلك نصوص كثيرة في كتب الشيعة والسُنّة . فلا يمكن ادراج أحد أو إخراج احد في الأئمة الاثنى عشر .
اما معنى العصمة : فهو بمعنى ان يتمثل الذنب للمكلف بصورة قبيحة جداً فلا يفكر في الاقدام عليه . مثلاً إذا كنت مقتنعة بفساد أكل القاذورات فلا تفكرين في أكلها ، وهذا معناه أنك معصومة من تناول القاذورات . فالأئمة سلام الله عليهم تكون الذنوب بالنسبة لهم القاذورات بالنسبة لنا فلا يفكرون في فعل الذنوب فهم معصومون من ذلك .
والمعصوم : وهو الذي لا يغفل عن ذكر الله تعالى ، وعدم غفلته هذه تمنعه من ارتكاب الذنوب ومن الغفلة والنسيان والخطأ .
وقد يعدّ المعصوم ترك الأوْلى بالنسبة له ذنباً يستغفر الله منه ؛ لأنه يرى أن مقامه يستدعي ان يفعل الاولى والاصلح ، فلو أقدم في فعله على ترك الاولى والاصلح اعتبره ذنباً ، فاستغفر الله منه .
والخلاصة : ان المعصوم هو الذي لا يغفل عن ذكر الله ، ولا ينسى عظمة الله ، ولا ينظر الى الذنب الا كالقاذورة الخارجية فهو لا يقدم على ذنب أصلا ولا يفكر فيه ، ولا ينسى واجباته وتكاليفه ، ولا يخطأ بها لأنه دائماً في ذكر الله تعالى .
هذا وقد قامت الأدلة القرآنية والروائية على عصمة الأئمة من أهل البيت ؛ قال تعالى : ( انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً ) فإذا ذهب الرجس عن الأئمة وطُهّروا فمعناه انهم معصومون .
وقال صلى الله عليه وآله : « اني مخلّف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا ابداً » فجعل التمسك بأهل البيت والتمسّك بالقرآن موجباً لعدم الضلالة ، إذا كان أهل البيت يخطأون ويذنبون فكان التمسك بهم ضلالة واتباعاً لهم في الحرام ، بينما قال الحديث : بعدم الضلالة إذا تمسك بهما .
اما السيدة زينب : فمن الممكن انها قد وصلت الى مرحلة انها تنظر الى الذنب كنظرنا الى القاذورات ، ولا تفكر في ارتكابها فتكون معصومة ثبوتاً وواقعاً وان لم يكن دليل لفظي على عصمتها ، كما ورد ذلك بالنسبة الى الأئمة سلام الله عليهم والى السيدة فاطمة الزهراء ، وان إحتمل وجود ذلك لو بحثنا عنه
الرحال الموسوي............................................راجين الفائده ونسئلكم الدعاء