مساوئ الكذب وآثاره :
أن للكذب مضافاً لما يوجبه من سخط الجبار وصلي النار مساوئ واضرار على الفرد بشكل خاص والمجتمع بشكل عام منها :
1- انعدام الثقة بين افراد المجتمع عند شياع الكذب وقول الزور بينهم وهذا من اخطر مساويه فهو يؤدي الى الشك في اقوال الاخرين واتهامهم وعدم الاعتماد على ما يخبرون به وهو مدعاة لتعاسة المجتمع وانهياره كما لا يخفى .
2- مهانة الكاذب وسقوط اعتباره بين الناس وسوء سمعته وافتضاحه وذلك ان الكذاب مهما كان بارعا في كذبه فان حبل الكذب قصير وان من المعروف ان من يكذب لا يلبث حتى يأتي بما يكذبه او يظهر ما ينكشف به كذبه اما لنسانه ما قاله اولا ً(( فانه لا حفيظة لكذوب )) قال الامام الصادق (ع) : (( ان مما اعان الله به على الكذب النسيان ))
او لقوله ما يناقض كلامه السابق قال الامام امير المؤمنين (ع) : (( شتر القول ما نقض بعضه بعضاً )) 0
فلا يسمع له حديث بعدها ولا يصدق في قول , و يستهان به وهذا لعمري اسوء من الموت واتعس 0
قال علي (ع) : ((الكذب والميت سواء فان فضيلة الحي على الميت الثقة به فاذا لم يوثق بكلامه فقد بطلت حياته )) 0
ومن ثم فانه حتى لو صدق في قوله بعدها فانه يحكم بالكذب لا يقبل منه عن الامام علي (ع) : (( الكذاب متهم في قوله وان قويت مجتة وصدقت لهجته )) .
وان امرا ًهذا ماله ومنتهاه لحري بكل عاقل اجتنابه والهرب منه اشد الهرب وهل شئ اشنع من الافتضاح والعار والسقوط في اعين الاخرين فكيف اذا كان مع كل ذاك النار وغضب الجبار .
قال الامام علي (ع) : (( ثمرة الكذب المهانة في الدنيا والعذاب في الاخرة ))0
اجارنا الله سبحانه والمؤمننين من مثل هذا واشباهه 0
3-اسوداد الوجه قال رسول الله (ص) : (( ان الكذب يسود الوجه )) واي سواد , سواد الخزي والخذلان وعلامة المقت والعصيان فلا تجد له نوراً ولا بـهاء اً ولا سيماء الصادقين الاخيار0
وقال الامام الصادق ( ع) : (( لا تكذب فيذهب بهاءك )) 0
4- ينقص الرزق ويورث الفقر قال رسول الله (ص) : ((الكذب ينقص الرزق )) وقال الامام علي (ع) : (( اعتياد الكذب يورث الفقر )) 0
ولعل ذلك ناتج من سوء ظن الناس به وعدم ثقتهم بقوله وابعادهم إياه فالناس اذا وثقوا بانسان اعتمدوا عليه وشاركوه في تجارتهم وابتاعوا منه رضاً وتصديقا لقوله .
نكتفي بهذا المقدار من بيان مساوئ الكذب وآثاره الكثيرة لان كل واحد مما ذكرناه فضلا ً عن الجميع كفيل بجعل العاقل اللبيب الذي يحرص على دينه ودنياه يجتنبه اشد الاجتناب 0
أسباب الكذب ودواعيه :
ان للكذب اسبابه ودواعيه التي من اهمها :
1- شعور الكاذب بضمور منـزلته ومكانته بين الناس فيحاول ان يدعي ما ليس فيه او قول ما يجلب انتباه الناس له وسماعهم إياه . قال رسول الله (ص) : ((لا يكذب الكاذب الا من مهانة نفسه) 0
والمسكين يغفل ان مما يؤدي به عاجلا الى الافتضاح وازدراء الناس منه عند اطلاعهم على الحقيقة .
2- الطمع : وهو من اقوى دوافع الكذب فالكاذب غالبا ما يكذب ليحقق لنفسه مصالح دنيوية اشباعاً لرغباته الدنيئة 0
3- العداء و الحسد وما اكثر الابتلاء به فانه ما ان تحصل عداوة ونزاع حتى لا يطيق بعدها ان يسمع في خصمه مديحاً او اطراءاً بل انه يبادر في كل مناسبة او غير مناسبة لذمه والنيل منه حتى يلفق عليه التهم والاباطيل استجابة لحقده عليه ومحاولة للانتقام منه 0قال الامام الصادق (ع) : (( من روى على مؤمن رواية يريد بها شينة وهدم مرؤته ليسقط من اعين الناس اخرجه الله تعالى من ولايته الى ولاية الشيطان فلا يقبله الشيطان )) 0
اعاذنا الله تعالى واخواننا المؤمنين من الوقوع في هكذا منـزلقات ونشر بينها المحبة والوئام0
4- العادة : قد يجترح المرء الكذب لا لشئ سوى اعتياده على ذلك واستخفافه به وهذا مرجعه اما لجهله او لضعف الواعز الديني والاخلاقي عنده منذو البداية حتى يستحكم عليه الكذب وتمتد جذوره في اعماق نفسه فلا يرى بعدها بأساً فيه ويستحلي الكلام فيه فيستعصي علاجه 0
لذا قال بعض الحكماء : (( من استحلى رضاع الكذب عسر فطامه )) 0