آخر قطرة نفط .. عراقيــــــه؟؟؟

جميع التنبؤات المستقبلية الخاصة بالطاقة تؤكد ان آخر برميل نفط سيكون عراقيا .. وبغض النظر كون ذلك دقيقا ام لا ، فانه لا يمكن ان يغير الخارطة الاقتصادية العراقية طالما لم تتبين حقيقة الوجود الأمريكي على أراضيه . بعد خمسة عقود او اكثر قليلا سينضب النفط العالمي مما يرجع البشرية الى قانون الغاب ، فتقوم الدول الكبيرة بلعب دور الحيتان ،فتبتلع الدول الصغيرة وستنشب الحروب والنزاعات وسينتشر الموت والفناء وسيعود العالم متناحرا تحكمه قوانين القتل والاحتلال واستباحة الغير ..
فلنتصور ، العالم دون نفط !! ياله من تصور غريب ، غريب حد الخوف من الانفلات الكوني وبروز الانياب الخبيثة لتفترس كل شيء في طريقها وربما يعود عهد الاقطاعيات والضياع والدوقيات واسواق بيع البشر وانهيار القانون واستباحة الآمنين .. انها ابشع صورة لعالم ما بعد النفط .
العالم الحر الديمقراطي وعلى رأسه امريكا تحتاج النفط كاحتياجها للهواء والماء والدم .. انها كارثة كبرى لاتدانيها كارثة اخرى ان نفذ النفط من دول النفط الحالية وما الذي ستفعله دولة بحجم امريكا وبحجم وضخامة شركاتها وصناعاتها التي يديمها النفط كل لحظة وكل دقيقة على امتداد عمر الهيمنة والقوة .. وبحسبة بسيطة سنرى ان النفوط ستنضب تدريجيا أي ان كل دولة ستفقد مالديها لتجد نفسها خاوية نظيفة لا يتكالب عليها الحساد والطامعين وربما ستؤكل من دولة اخرى اكبر جائعة تقترب من الفناء ..
الدولة التي ستبقى تصدر النفط وحيدة على الأرض هي العراق دون منافس .. عجبا !!
ماالذي سيحدث يومها ؟
هل سيحتل العراق مرات اخرى ؟ وهل سيلزمون حكومته حينها بتوقيع اتفاقية أمنية ؟ ترى ما فائدتها يوم لا نفط لديه .. آباره ستصمت وجوف الارض سيهدأ من فوران دام عقودا .. اتفاقية من اجل من اذن ؟
ربما سنعمل على خزن بعض النفط داخل بيوتنا او داخل حفر وآبار لا تلفت نظر طامع او محارب يجيء من بلاد بعيدة عابرا المحيط والبحر والنهر .. قد ننجح باخفاء بعض لترات من نفطنا وربما سنحبس قطرات منه في متاحفنا ونكتب اسفله انه سبب النقمة والدمار والهوان وامزجة الطغاة وانه قاهر الابناء ومشرد الاهل الى دول الاصقاع وسبب الحصارات والحروب واماتة الناس والنفوس وتحويل كل الارض السخية الى بور مقفر لا تصلح لزرع ولا لضرع .. انه جالب المحاربين من البلاد البعيدة .. انه نقمة كان على ابنائه .
ترى مالذي سيكون عليه العراق ان لم يمتلك نفطا ؟
هل سيحكنا طاغية يبوّق له البواقون ويطبل له الطبالون ؟
هل سيأتي من خلف البحر من يسقطه ويقول لا مفر من توقيع الاتفاقية الأمنية لأنكم سترون أياما لم تروها أبدا رغم ان اهل العراق رؤوا اياما لم يرها بشر حتى في منامه ولم ترد في أسطورة او خرافة او ملحمة ؟ هل سيحدث هذا يوم لا نفط ، وارضه لا يخرج منها سوى زرع وشجر نعتاش منه كما بعض الامم ؟ ولكن النفط الذي بدأ انتاجه عام 1927 من حقل كركوك شمال البلاد، هو الذي جلب العين الحاسدة والاطماع التي لا نهاية تبدو لها .. انه النعمة التي تتمناها الأمم ، ولكن لم نهنأ دوما بها منذ ان تفجرت ارض كركوك في العشرينيات معلنة بدء الشركات الكبرى الصراع عليه وجعل المعركة نفطية بحته وكل ما اصطنع من مبررات غير ذلك واهية غير مقنعة .
لقد سمعنا الكثير من رقي وتقدم الدول النفطية وبعض الكلام كان خرافيا عجيبا وغريبا عن تطور لم نستطع حتى ان نحلم به .. انهم يستغلون نفطهم لرفع شان إنسانهم ودولهم .. اننا لم نسمع شيئا حدث سوى الحروب والديكتاتورية والموت وعوائل مشردة واطفال تائهون وقتل وذبح على طريقة الأشقاء والحالمين باستغلالنا احياء .
وعندما فرحنا بإرجاع كل شيء وفك القيود ، أرسلوا إلينا الموت المعلب بالمفخخات والذبح ، يقصدون الإبادة لينعموا بالنفط العراقي طويل الأمد ويغدقون على شهواتهم وليكونوا هم من يتصدى ويفرض شروطه آخر المطاف عندما ينضب كل شيء . ولكن الذي صار ليس كما افترضوا رغم ان البلد لم يخرج بعد من الفصل السابع الذي يفرض قيودا على اقتصاد العراق ولكن الأمل معقودا على سيادة ما تبقى من النفط رغم كل مناورات الاتفاقيات وتكبيل الإرادات .. وستبقى سيول النفط العراقي التي يسيل لها لعاب الكثير من كبريات الشركات النفطية في العالم هاجسا مؤلما ونعمة بحدين على الدوام ..

بقلم: إبراهيم سبتي

ليس بالظرورة ان تعبر هذه المقالة عن رأيي الشخصي

[img]

آخر قطرة نفط .. عراقيــــــه؟؟؟ Moba2228nb7ntib5om2

[/img]

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]