كان تسميتها فاطمة,بإلهام من الله تعالى لأنه فطمها عن النار! فقد روى الديلمي عن علي انه عليه السلام قال :"إنما سميت فاطمة لأن الله فطمها وحجبها عن النار".
واشتقاقها من "الفطم" وهو القطع كما قال ابن دريد ومنه:فطم الصبي:إذا قطع عنه اللبن,ويقال :لأفطمنك عن كذا أي لأمنعنك عنه.
أسماء وصفات لفاطمة الزهراء:
لعل من أشهر الأسماء التي سميت بها هي فاطمة الزهراء,ولكن كان لها تسعة أسماء.
ولنا ان نفرق بين الأسماء والصفات,فهي سميت فاطمة ولكنها فازت بألقاب كثيرة,والالقاب في عرفها النحويين,فيقولون الاعلام ثلاثة أنواع: اسم,ولقب وكنية وكلما كان الانسان من ذوي المنزلة والمكانة تعددت اسماؤه.
الزهـــراء:
1- قيل إنها سميت بالزهراء :لأنها زهرة المصطفى (ص) وقيل :لأنها كانت بيضاء اللون,وعن جعفر بن علي رضي الله عنه – عن ابيه – قال :سألت أبا عبد الله (ع) عن فاطمة :لم سميت بالزهراء؟ فقال :لأنها كانت إذا قامت في محرابها يزهر نورها لأهل السماء,كما يزهر نور الكوكب لأهل الأرض.
2- ولقبت بالصديقة ,والمباركة ,والطاهرة,والزكية,والراضية,والمرضية:وهي آيات على مااتسمت به رضي الله عنها من الصدق والبركة والطهارة والرضا والطمأنينة.
3- والبتول: لأن الله تعالى قطعها عن النساء حسناً وفضلاً وشرفاً,أو لانقطاعها الى الله.
وفي تاج العروس :لقبت فاطمة بنت رسول الله (ص) بالبتول تشبيهاً لها بمريم في المنزلة عند الله تعالى.
وقال ثعلب: لانقطاعها عن نساء زمانها,وعن نساء الأمة فضلاً,وديناً وحسباً,وعفافاً وهي سيدة نساء العالمين,وقيل البتول من النساء المنقطعة عن الدنيا الى الله تعالى,وبه لقيت فاطمة رضي الله عنها وكما جاء في تاج العروس: سميت كل من مريم وفاطمة عليهما السلام بالبتول لانقطاعهما عن نساء زمانهما,فضلاً وديناً,وعن الدنيا الى الله تعالى.
4- أم أبيها: كان يطلق على فاطمة الزهراء أم النبي (ص) أو أم ابيها وقد اجتهد الكتاب وفاضت قرائحهم بالتفسيرات نقتطف منها الآتي:
(أ)- لأنها كانت أصغر بنات الرسول (ص),ولأنها كانت في البيت وحدها بعد موت السيدة خديجة رضي الله عنها فتولت رعاية الرسول (ص) والسهر عليه.
(ب)- أن من الطبيعي أن تكون الزهراء أماً لرسول الله في رسالته لا في ولادته ولعله لأمر قدر كان النبي (ص) وعلى علم من أنه سوف لن يعقب إلا من الزهراء فستكون هي التيار الذي يحمل نوره عبر تاريخ عريق وفي كل الأزمان,لتضاء البشرية بعد ذلك من هذا النور الفياض,ولذلك كان يحبها حباً جماً.
(ج)- أن النبي (ص) ولد يتيماً,فقد ولد ولم يجد اباه,ثم ماتت أمه وهو طفل صغير,وكان الرسول (ص) يعامل فاطمة رضي الله عنها معاملة الأم,ويخصها بالزيارة عند كل عودة منه الى المدينة وقد توفيت آمنة بنت وهب وعاش في بيت أبي طالب تحنو عليه فاطمة بنت أسد وتعلق قلبه آنذاك بها,ولقد كان يناديها,ياأماه,وعندما توفيت حزن عليها حزناً شديداً ورزقه الله فاطمة,وكلما رآها ذكر فاطمة بين أسد ,وتسلى بابنته عنها,ولهذا كناها أم أبيها.
إن الرسول الكريم (ص) لايهب الألقاب عبثاً,ولايمنح الكنى تشبيهاً,وإنما هي الحكمة تضع الشيء في موضعه.
وهو النبي الكريم والرسول العظيم صلى الله عليه وعلى اله
[b]