السيدة رقية بنت الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام)
هي الطفلة ذات السنوات الخمس ,, والتي شهدت مع والدها الحسين والعترة الطاهرة
تلك الملحمة العظيمة ..
ثم تلك القسوة في التعامل معاهن كسبايا
لا يذكر لها من أخبارها الكثير .. سوى قليل يمكن منه الاستشفاف .. عظمة تلك الطفلة رغم سنيها الخمس!
أحدها
أثناء مسير قافلة السبايا بعد أن غابت الشمس , توقفت القافلة قليلاً , وحين أرادوا اكمال المسير
وجدوا الرمح الذي كان عليه رأس الإمام الحسين (عليه السلام) ثابتا في الأرض لا يتحرك ..
رغم محاولات حامله أن يحركه أو ينتزعه فلم يستطع .. فاستعان بمن كان معه فلم يفلحوا .
فلجأوا للإمام السجاد (عليه السلام) سائلين فأمرعمته السيدة زينب (عليها السلام) بتفقد الأطفال, وتتأكد من عدم فقدان أحدهم
فأخذت السيدة زينب تتفقدهم واحداً واحداً فاكتشفت فقدان الطفلة ( رقية )
فأخبرت الإمام زين العابدين علي السجاد (عليه السلام) بذلك , فأخبر الإمام السجاد (عليه السلام) الجنود أن الرأس
لن يتحرك قبل العثور على الطفلة .. وحين بحثوا عنها ولم يجدوها ..أشار عليهم الإمام أن يبحثوا
في الجهة التي ينظر إليها الرأس الشريف ,, وحين توجهوا وجدوا الطفلة نائمة تحت فيء نخلة بعد أن أتعبها السير المتواصل , فجاءها أحد الجنود و أيقظها برفسةٍ من رجله ثم ضربها بسوطه , وبعد أن عاد بها احتضنتها السيدة زينب (عليها السلام) ومسحت دموعها , وعند ذلك تحرك الرمح من مكانه
ثم قصة وفاتها .. وهي الأشهر عنها .. وقد كانت خلال ملحمة كربلاء تعالج من المرض
دون علم بما جرى لأبيها الحسين (عليه السلام)
وفي الشام حين شفيت .. قامت بما هي معتادة عليه من إعداد السجادة لوالدها (عليه السلام) وقت الصلاة
وانتظرته كثيراً دون جدوى
فظلت تسأل عنه وهي تبكي .. و نساء أهل البيت في حيرة بما يخبرنها
وحين سمع نداءها يزيد .. سأل عما تطلبه
فأجيب بأنها تطلب والدها الحسين (عليه السلام)
وهنا أرسل لها الرأس على طبق وهو مغطى .. فجاؤوا بالرأس الشريف إليها مغطى بمنديل فوضع بين يديها وكشف الغطاء عنه فقالت: ما هذا الرأس؟ قالوا: إنه رأس أبيك، فرفعته من الطّشت حاضنة له وهي تقول: يا أبتاه من الذي خضّبك بدمائك؟ يا أبتاه من الذي قطع وريدك؟ يا أبتاه من الذي أيتمني على صغر سني؟ يا أبتاه من بقي بعدك نرجوه؟ يا أبتاه من لليتيمة حتى تكبر؟
ثم إنها وضعت فمها على فمه الشريف وبكت بكاءً شديداً حتى غشي عليها .. وهنا قال الإمام السجاد (عليه السلام) لعمته زينب : يا عمة ارفعي رقية عن رأس أبي فقد فارقت الحياة ! .
فلما رأى أهل البيت (عليهم السلام) ما جرى عليها أعلوا بالبكاء واستجدوا العزاء وكل من حضر من أهل دمشق، فلم ير ذلك اليوم إلا باك وباكية.
مما جدد البكاء والحزن على قافلة أهل البيت (عليهم السلام)
فقد بذلك تجديد للأحزان و الآلام
ودفنت في مكان وفاتها بالشام .. وقبرها معروف ومشهور ويقصده الآلاف
ولم يعرف في التاريخ سابقة لتعلق ابنة بوالدها إلا جدتها فاطمة الزهراء (عليها السلام) وتعلقها بأبيها رسول الله (صلى الله عليه واله)
وذلك لما تميز به الإمام الحسين (عليه السلام) من رحمة وحنو .. على الجميع
وخصوصاً أطفاله .. ونساءه