لماذا خرج الحسين وهل حافظنا على دمه ؟؟

بسم الله الرحمن الرحيم

لعل أول ما يتبادر إلى الذهن هو قوله عليه السلام ((إني لم أخرج أشِراً ولا بطراً ولا ظالماً ولا مفسداً، وإنما خرجت أريد الإصلاح في أمة جدي، أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر وأسير بسيرة جدي وأبي علي بن أبي طالب، فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق، ومن ردّ عليّ هذا، اصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم، وهو خير الحاكمين ))

لكن هنا أتجرأ قليلا لأسأل الكل مالذي نستلهمه أو استلهمناه من دروس جامعة الإمام الحسين عليه السلام وأعني بذلك منبره مثلا , وحدادنا عليه هل نحن حزينون حقا بقتله , ونتمنى أن نأخذ بثأره مع ولي الله وحجته , أم أن حب الدنيا سكن قلوبنا و أطلقنا شعارا معاكسا للحسين كما غدر بسفير الحسين عليه السلام .

ماذا يريد الحسين الذي أكمل المسيرة الحقيقية لدين محمد صلى الله عليه وآله فلولاه لعم الفساد في وجه البسيطة ولم نكن كما نحن فيه من العلم و الإيمان بمحمد فدم وبطولته الحسين أيقظ العالم من سبات عميق .

نعم إنه أثر في المسيحي وأكثر ما تأثر في الحسين هو استنصاره وقوله (( هل من ناصر ينصرنا )) فسلام الله على من قال (( لبيك داعي الله، إن كان لم يجبك بدني عند استغاثتك، ولساني عند استنصارك، فقد أجابك قلبي وسمعي وبصري ))

ولعلي هنا أقدم باقة من المسائل تحاكي القلوب المحترقة بكاء على الحسين عليه السلام ؟

ترى هل ضاع دم الحسين عليه السلام فينا إذ شغلنا عن أهداف الحسين عليه السلام و انتج شبابا و كهولا يهتمون بالبكاء عليه أيام عاشوراء ثم ينقلب إلى معسكر عبيدالله بن زياد ومعسكر إبليس ليحارب الحسين عليه السلام بعد إنتهاء عاشوراء ؟ فهذه حقا دموع التماسيح

هل دم الحسين عليه السلام انتج في زماننا هذا مجتمع مملوء بالظلم و الجور وينتظر تخليصه أم أنتج قوما يشتاق لهم رسول الله صلى الله عليه وآله حينما اشتاق إلى ملاقاة إخوانه فقال له الصحابة نحن إخوانك فرد عليهم رسول الله بقوله ما مضمونه :لا أنتم أصحابي، أما إخواني فقوم يأتون من بعدي يؤمنون بي ولم يروني

أيضا ورد عن عليل كربلاء عليه السلام انه سئل عن التوحيد فقال ان الله عز وجل علم انه يكون في آخر الزمان اقوام متعمقون فأنزل الله قل هو الله أحد والايات من سورة الحديد الى قوله عليم بذات الصدور فمن رام وراء ذلك فقد هلك ))

ننتقل لأخت الحسين عليه السلام ننتقل للبطلة الأخرى التي حفظت دم الحسين و هي زينب عليها السلام هل تعلمون أنها رفعت أشلاء الحسين عليه السلام و قالت كلمة عظيمة و هي (( اللهم تقبل منا هذا القربان )) وزينب عليها السلام كما تعلمون وصلت إلى دجة أن الحسين عليه السلام يقول لها لا تنساني في صلاة الليل , و لكنها صلتها من جلوس ولم تتركها مع العلم أنها مستحبة فهي عاشقة للإله سبحانه وتعالى .

الحسين و زينب عليهم السلام علينا أن نتعلم منهم كيف نشعل نار العشق لله في قلوبنا .
فهل تعلمت منها الأخوات كيف تضحي و تربي و تنتج أم تعلمن منها _والعياذ بالله_ ملاحقة الموضة و التزين كل يوم و متابعة إصدارات زهرة الخليج و أما الكتب التي تتكلم عن زينب متروكة للغبار و الرفوف والمكتبات , بهذا الفعل تترك الزهراء تعتصر خلف الباب و زينب عليها السلام حائرة في كربلاء بدون أي نتيجة .

فلا تغيب علينا شمس عاشوراء و لا شمس الحسين و زينب عليهم السلام .