الحكاية الاولى : السيد بن طاووس
ذكر في ملحقات كتاب انيس العابدين نقلا عن السيد ابن طاووس(رضى)انه قال:
سمعت سحراً في السرداب( ) عن صاحب الأمر(عجل اللّه تعالى فرجه الشريف)كان يناجي و يقول:
«اللهمَّ انَّ شيعتنا خلقت من شعاع أنوارنا و بقيّة طينتنا و قد فعلوا ذنوباً كثيرةً اتكالاً على حبّنا و ولايتنا فان كانت ذنوبهم بينك و بينهم فاصفح بينهم و قاصّها عن خمسنا و ادخلهم الجّنة و زحزحهم عن النار و لا تجمع بينهم و بين أعدائنا في سخطك».
إشارة :
في هذه المناجات و الدعاء نكات مهمة:
الاولى:ترتبط بخلقة شيعة اهل البيت(عليه السلام) حيث تصرّح الفقرة الاولى من المناجات ان خلقتهم متميزة عن خلقة سائر الناس،فهم مخلوقون من فاضل طينة ائمتهم الاطهار و شعاع انوارهم المطهرة،و هذا الأمر كما يكون مدعاة لافتخار الشيعة بخلقهم ينبغي ان يكون محفزا لهم على التأسي باهل البيت(عليهم السلام)و التخلق باخلاقهم الفاضلة و تطبيق الشريعة الاسلامية كما كان اهل البيت(عليهم السلام) يفعلون.
الثانية:ان بعض الشيعة قد يتكل على حبه و ولائه لاهل البيت(عليهم السلام) فتنزل قدمه عند المغريات فينخدع بزينة الدنيا و زخارفها و هذا و ان كان مكروها للائمة(عليهم السلام) الّا انهم(عليهم السلام);لبعث الامل في نفوس شيعتهم و رحمة منهم بهم يتوسلون الى الله للتشفع لهم عنده و لزحزحتهم عن النار و ادخالهم الجنّة بعيداً عن اعداء الله الكائنين في سخطه،فانه لا توجد مسانخة بين انوار أهل البيت(عليهم السلام) و طينتهم و بين النار،و كذا شيعتهم.
و بطبيعة الحال فان هذا لا يعني ان هناك تشجيعا على التفريط بالخوف و لكنّه من باب الموازنة بين الخوف و الرجاء كما امرنا به في الذكر الحكيم و الروايات الشريفة.
الآية الثانية :
بِسْمِ اَللَّهِ الْرَّحْمنِ اَلْرَّحِيْمِ
سَنُريهِم آياتِنا في الافاق وَ فيانْفُسِهِم حَتّى يَتَبَيَّنَ لَهُم اَنَّهُ اَلحَقُّ
صدق اللّه العلي العظيم
سورة حم.سجده
الآية 53
محمد بن عباس قال:حدثنا جعفر بن محمد بن مالك عن القاسم بن اسماعيل الانباري عن الحسن بن علي بن ابي حمزة عن ابيه عن ابراهيم عن ابي عبد الله (عليه السلام)في قوله تعالى:
سَنُريهِم آياتنافي اَلآفاقوَ فياَنفُسهم حَتّى يَتَبَيَّنَ لَهُم اَنَّهُ اَلحَقُّ
قال:في الافاق انتقاص الاطراف عليهم،و في أنفسهم بالمسخ حتى يتبيّن انّه الحق اي انّه القائم(عجل اللّه تعالى فرجه الشريف).( )
و روى الحافظ القندوزي،باسناده عن ابي بصير قال:سئل الباقر(عليه السلام) عن هذه الآية:
سَنُريهِم آياتنا في اَلآفاق وَ فياَنفُسهم حَتّى يَتَبَيَّنَ لَهُم اَنَّهُ اَلحَقُّ
قال:يرون قدرة اللّه في الافاق،و في انفسهم الغرائب و العجائب،حتى يتبيّن لهم ان الخروج(القائم)هو الحق في اللّه عزوجل يراه الخلق لابد منه.( )
الحكاية الثانية: السيد محمد مهدي بحر العلوم
نقل جناب المولى السلماسي طاب ثراه قال:صلّينا مع جنابه(السيد بحر العلوم)في داخل حرم العسكريين (عليها السلام) فلما اراد النهوض من التشهد إلى الركعة الثالثة عرضته حالة فتوقف هنيئة ثم قام.
و لما فرغنا تعجبنا كلنا،و لم نفهم ما كان وجهه و لم يتجرأ احدٌ منّا على السوأل عنه الى ان أتينا المنزل فاشار إليّ بعض السادة من اصحابنا ان اسأله عنه فقلت:لا،و انت اقرب منّا،فالتفت السيد رحمة الله عليه إلىّ و قال:فيمَ تقاولون؟
قلت(و كنت أجسر الناس عليه):انهم يريدون الكشف عمّا عرض لكم في حال الصلوة.
فقال:ان الحجّة (عجل الله تعالى فرجه الشريف) دخل الروضة للسلام على ابيه (عليه السلام)فعرضني ما رأيتم من مشاهدة جماله الانور الى ان خرج منها.( )
إشارة :
السيد محمد مهدي الطباطبائي «بحر العلوم» من علماء الشيعة الفطاحل،تشرف مراراً بخدمة ولي اللّه الاعظم الامام الحجة بن الحسن العسكرى المهدى(عجل اللّه تعالى فرجه الشريف)و قد نقل المحدث القمي(ره) في كتاب رجاله ثمان حكايات ترتبط بكرامات هذه العالم الجليل و تشرفاته بخدمة ناموس العصر(عجل اللّه تعالى فرجه الشريف) ورد في احداهما ان الامام(عجل اللّه تعالى فرجه الشريف) ولفرط حبّه و لطفه و كرمه بالسيد،احتضنه و ضمّه الى صدره الشريف.
فهنيئاً له و قدس الله نفسه و نور رمسه.
الآية الثالثة :
بِسْمِ اَللَّهِ الْرَّحْمنِ اَلْرَّحِيْمِ
وَ ذَكِّرْهُمْ بِاَيَّامِ اَللَّه
صدق اللّه العلي العظيم
سورة ابراهيم
الآية 5
الصدوق،قال:
حدثنا أبي قال:حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري قال:حدثنا ابراهيم بن هاشم عن محمد بن ابي عمير عن مثنى الحنّان عن جعفر بن محمد عن أبيه (عليهما السلام)قال:
أيام الله (عزّوجل) ثلاثة:«يوم يقوم القائم و يوم الكرّة و يوم القيامة»( )
الحكاية الثالثة: الشيخ الاعظم مرتضى الانصاري (قدس سره)
نقل السيد حسن الابطحي في كتابة الكمالات الروحية الجزء الثاني أنّ احد تلامذة الشيخ الانصاري قال:خرجت ذات ليلة من منزلي في مدينة كربلاء المقدسة بعد منتصف الليل،و كان الظلام دامسا و الازقة مملوءة بالوحل على أثر هطول المطر،و كنت احمل معي سراجا.
و بينما انا سائر في الطريق،رأيت من بعيد شخصاً يقترب،فدقّقت النظر فعرفت انه الاستاذ الشيخ الانصاري(ره) و برؤيته في ذلك الظلام تسائلت مع نفسي ترى الى اين يذهب الاستاذ في هذا الليل المظلم و في هذه الازقة الموحلة مع ما به من ضعف في البصر؟
و تخوفا عليه من ان يكون قد كمن له احد في الطريق مشيت خلفه دون ان يشعر.
و سار الشيخ حتى وصل الى باب دار و وقف عندهاا و أخذ يقرأ الزيارة الجامعة بخشوع.
و بعد ان اتمّ قراءة الزيارة فُتِحَتْ له الباب و دخل الى داخل الدار،فلم أعُدْ ارى شخصه و لكنّي سمعته يتحدث مع شخص في داخل الدار.
بعد ساعة تشرفت بزيارة الحرم المطهر و رأيت الشيخ هناك.
و في ما بعد و عندما زرت سماحته سألته عن قصّته تلك الليلة،و بعد اصرار كثير أجابني قائلاً:
أحيانا احصل على اذن للتشرف بخدمة امام العصر(عجل اللّه تعالى فرجه الشريف) و لقائه،فأذهب واقف الى جنب تلك الدار و ازوره بالزيارة الجامعة،فان صدر اذن ثان،تشرفت بزيارته في تلك الدار وسألته عن بعض المطالب و أستمدّ منه العون و اعود.
ثم إن الشيخ(قدس سره) أخذ مني عهداً على عدم افشاء هذا الأمر مادام هو على قيد الحياة.
إشارة :
يستفاد من هذه القضية امور;
منها:مقام الشيخ الانصاري (قدس سره)،فهو مضافا الى كونه من كبار علماء الطائفة حتى صارت مصنفاته متوناً تدور حولها أبحاث الخارج فقهاً و اصولاً،مضافاً الى ذلك نجده قد وصل الى درجة عالية من التقوى و الورع و الزهد حتى حظى باذن ولي اللّه الاعظم(عجل اللّه تعالى فرجه الشريف) لزيارته و التشرف بخدمته و الاستفادة من علومه،و لعمرى انه لمقام شامخ.
و منها:اعتبار الزيارة الجامعة من جهة انه (قدس سره) لم يستأذن للدخول الى ساحة الامام الشريفة الّا بهذه الزيارة العالية سنداً و متنا رغم وجود من يحاول التشكيك فيها لعدم توفيقه لدرك معانيها السامية و اللطيفة.
و منها:ان للامام(عجل اللّه تعالى فرجه الشريف) بيتا في كربلا،و لا يستبعد ان يكون له بيتاً ايضا في النجف و الكاظمين و سامراء و المدينة المنورة و مكة المكرمة بل و في غيرها من البلاد و لكن هذه البيوت لا يهتدي اليها الا من حظى بتوفيق الهي للتشرف بخدمته (عجل اللّه تعالى فرجه الشريف) و الا فانه لن يهتدي الى ذلك المكان مهما حاول و بحث عنه.
نسأل الله سبحانه و تعالى ان يوفقنا لطاعته و اجتناب معصيته و يؤهلنا للوصول الى مقام خدام خدام مولانا و مولى الكونين أبى القاسم الحجة ابن الحسن العسكرى(عجل اللّه تعالى فرجه الشريف)آمين.