هل صرّح علي ابن ابي طالب (عليه السلام )بحقه في خلافة رسول الله ؟ أم ماذا؟...

هل صرّح علي ابن ابي طالب (عليه السلام )بحقه في خلافة رسول الله ؟ أم ماذا؟...

سنشير هنا إلى بعض كلماته عليه السلام التي تبين هذا العنوان..

1.من خطبة له بعد انصرافه من صفين، فيها : (( لا يقاس بآل محمد "صلى الله عليه وآله وسلم" من هذه الأمة أحد.. لايسوّى بهم من جرت نعمتهم عليه ابداً وهم أساس الدين وعماد اليقين، إليهم يفيئ الغالي، ويهم يلحق التالي، ولهم خصائص حق الولاية، وفيهم الوصية والوراثة، الآن إذ رجع الحق إلى أهله، ونقل إلى منتقله))(نهج البلاغة شرح صبحي الصالح:47، القسم الأخير من الخطبة 2).

2.قوله عليه السلام لبعض من أشار عليه أن لا يتبع طلحة والزبير، في كلامٍ، آخره : (( فوالله ما زلت مدفوعاً عن حقّي، مستأثَراً علَيّ، منذ قبض الله نبيه صلى الله عليه وآله وسلم، حتى يوم الناس هذا !!)) (صبحي الصالح : 53 الخطبة:6).

3.ومرة أخرى، في جوابه عليه السلام لبعض أصحابه، وقد سأله قائلاً: كيف دفعكم قومكم عن هذا المقام، وأنتم أحق به ؟ فقال عليه السلام: (( يا أخا بني أسد، إنك لقلق الوضين( حزام عريض يشد به الرحل على البعير، فإذا قلق اضطراب الرحل قل ثبات الجمل في سيره) ترسل فيه غير سدَد، ولك بعد الإمامة الصهر، وحق المسألة، وقد استعلمت، فاعلم: أما الاستبداد علينا بهذا المقام ونحن الأعلون نسباً والأشدون برسول (الله صلى الله عليه وآله وسلم ) نوطاً (التعلق والالتصاق) فإنها كانت أَثَرَةً ( ضد الإيثار، وهي احتكار الشيء دون مستحقه) شحت عليها نفوس قومٍ، وسخت عنها نفوس آخرين. والحكم الله ، والمَعْوَدُ إليه القيامة.

ودع عنك نهباً صِيحَ في حجراته

ولكن حديثاً ما حديث الرواحلِ.

وهلمّ الخطب في ابن أبي سفيان، فلقد أضحكني الدهر بعد إبكائه)).(صبحي الصالح: 231 الخطبة رقم: 162)

4.وفي مناظرة له مع بعض الصحابة، يسجل عليه السلام خلاصتها، بقوله: (( وقد قال قائل : إنك على هذا الأمرـ يابن أبي طالب ـ لحريص ! فقلت : بل أنتم ـ والله ـ لأحرص ، وأبعد ، وأنا أخص وأقرب.

وإنما طلبتُ حقاً لي، وأنتم تحولون بيني وبينه، وتضربون وجهي دونه. فلما قرّعته بالحجة في الملئ الحاضرين، هبّ كأنه بُهِتَ لا يدري ما يجيبني به)) !! ثم يقول عليه السلام مواصلا كلامه : (( اللهمّ إني أستعديك على قريش، ومن أعانهم، فإنهم قطعوا رحمي، وصغروا عظيم منزلتي، وأجمعوا على منازعتي أمراً هو لي، ثمّ قالوا : ألا إن في الحقّ أن تأخذه، وفي الحق أن تتركه))(صبحي الصالح:246 الخطبة :172).

هذا الكلام صريح جداً لا يحتاج إلى أدنى تأويل من متأوّلٍ فهو من صاحب الحق الذي ظلم ( لا يحبّ اللهُ الجهرَ بالسوءِ الّا مَنْ ظُلِمَ ).

5.وفي أمر الخلافة ايضاً يقول عليه السلام : (( واعجباه، أتكون الخلافة بالصحابة والقرابة؟). وقد روي شعر له عليه السلام في هذا المعنى :

فإن كنت بالشورى ملكت أمورهــــم

فكيف بهذا والمشيرون غُيّبُ؟!

وإن كنت بالقربى حججت خصيمهم

فغيرك أولى بالنبيّ وأقـــــرب.

ذكر هذا في (صبحي الصالح: 502 ، قسم الحكم الرقم :190)

وحديثه عليه السلام في النثر والنظم موجّه إلى أبي بكر وعمر، فعلى الوجه الأخير قال ابن ابي الحديد: أما النثر فإلى عمر توجيهه، لأنّ أبا بكر لمّا قال لعمر ـ في السقيفة ـ أمدد يدك، قال له عمر: أنت صاحب رسول الله في المواطن كلها، فهلّا سلمت الأمر إلى من قد شركه في ذلك، وزاد عليه بالقرابة! وأمّا النظم فموجّهٌ إلى أبي بكر لأنه حاجّ الأنصار في السقيفة فقال: نحن عترة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم )، فلما بويع احتج على الناس بالبيعة وأنها صدرت عن أهل الحل والعقد.

فقال عليه السلام : أما احتاجك على الأنصار فإنك من بيضة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) فغيرك أقرب إليه منك، وأما احتجاجك برضى الجماعة بك، فقد كان قومٌ من جملة الصحابة غائبين لم يحضروا العقد فكيف يثبت؟!

وأما على الوجه الأول ، فهو عليه السلام يستنكر أن تكون الصحابة والقرابة شرطاً كافياً للخلافة، بل لا بد من مرجعٍ حقيقيٍّ، كالنصِ من النبي(صلى الله عليه وآله وسلم ) لهذا الأمر.

واما النظم فسوف يكون فيه هنا مزيداً من الاستنكار، فهو مع استنكارهِ الاحتجاجَ بالصحابة والقرابة في هذا الأمر، يقول إنهما لم يتمّا لأبي بكر بل إنها جميعا عنده عليه السلام أتمّ وأكمل. وأيّ كان النص الصادر عنه عليه السلام فهو نص صريح على حقّه بالخلافة، وإنه عليه السلام أولى بها من غيره.

6. وبعد، فإن كل ما تقدم يبسطه الإمام عليه السلام في واحده من نفائس خطبه، وهي الخطبة المسمّاة ( بالشقشقية) وتشمل على الشكوى من أمر الخلافة ثم ترجيح صبره عنها، ثم مبايعة الناس له ، هكذا وصْفُها في (صبحي الصالح: 48 الخطبة رقم:3) قال فيها : (( أما والله لقد تقمّصها منّي فلان ـ يعني أبا بكرـ وإنه ليعلم أن محلي منها محل القطب من الرحى، ينحدر عنّي السيل ولا يرقى إليّ الطير. فسدلت دونها ثوباً، وطويت عنها كَشْحاً. وطفقت أرتئي بين : أن أصول بين جذّاء وأصبر على طخيةٍ عمياء، يهرم فيها الكبير، ويشيب فيها الصغير، ويكدح فيها مؤمن حتى يلقى ربّه! فرأيت أن الصبر على هاتا أحجى. فصبرت، وفي العين قذًى، وفي الحلقِ شجاً، أرى تراثي نهْباً. حتى مضى الأول لسبيله، فأدلى بها فلان بعده)). ثم تمثّل ـ عليه السلام ـ بقول الأعشى:

شتّان ما يومي على كورِها ويوم حيّــــــان أخي جابرِ

(( فيا عجباً!! بينا هو يستقيلها في حياته، إذ عقدها إلى الآخر بعد وفاته! لَشَدّما تشطّرا ضرعيها.

فصيّرها في حوزةٍ خشناء، يغلض كلْمُها، ويخْشُن مسّها، ويكثُر العثارُ فيها، والاعتذار منها، فصاحبها كراكب الصعبة، إن أشنق لها خَرَم وإن أسلس لها تقحّم فمُنِيَ الناس ـ لعمرُ الله ـ بخبطٍ وشماسٍ، وتلوّنٍ واعتراضٍ. فصبرتُ ، على طول المدة، وشدة المحنة، حتى إذا مضى لسبيله، جعلها في جماعةٍ زعم أني أحدهم!

فيا لله وللشورى، متى اعترض الريبُ فيّ مع الأول منهم حتى صرت اُقْرَنَ إلى هذه النظائر!

لكني أسففت إذ أسَفُّو، وطرت إذ طاروا.

فصغا رجل منهم لضغنه، ومال الآخر لصهره، مع هنٍّ وهنّ. إلى أن قام ثالث القوم نافجاً حضنيه، بين نثيله ومُعْتَلَفِهِ. وقام معه بنو أبيه ، يخضمون مال الله خِضْمة الإبل نبتة الربيع، إلى أن انتكث عليه فتله، وأجهز عليه عمله، وكبَتْ به بِطنته.

فما راعني إلّا والناس كعُرف الضبُع إليّ، ينثالون عليّ من كل جانبٍ..

فلمّا نهضت في الأمر، نكثت طائفة، ومرقت أخرى، وقسطَ آخرون، كأنهم لم يسمعوا الله سبحانه يقول: (( تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوّاً في الأرض ولا فساداً والعاقبة للمتقين))! بلى والله ، لقد سمعوها ووعوها، ولكنهم حليت الدنيا في أعينهم وراقهم زبرجُها...))

إلى آخر خطبته، حتى قام إلى رجل من أهل السواد فناوله كتاباً، فقال له ابن عباس: يا أمير المؤمنين لو اطّردْتَ خطبتك من حيث أفضيت.

فقال ـ عليه السلام ـ : ((هيهات ـ يا بن عباس ـ تلك شِقْشِقَةٌ هَدَرَتْ، ثم قرّتْ)). قال ابن عباس : فاوالله ما أسفت على كلام قط كأسفي على هذا الكلام الّا يكون أمير المؤمنين عليه السلام بلغ من حيث أراد.

قل للمتأولين : هيهات ألّا تخضعوا، وتقرّوا بكونه عليه السلام موقنا بحقه في خلافة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) ، مجتهداً في بيان ذلك في شتى المناسبات، وإنما كان سكوته ـ حيناـ على مضضٍ (فصبرت، وفي العين قذًى، وفي الحلق شجاً))!! وذلك بعدأن لم يجد سبيلا لانتزاع حقه:

(( وطفقتُ أرتئي بين أن أصول بيدٍ جذّاء، أو أصبر على طِخيةٍ عمياء))!

7.وقد قال عليه السلام في مناسبة أخرى، يصف حاله قبل أن يبايع لأحد: (( فنظرت، فإذا ليس لي معين إلا أهل بيتي، فضننت بهم عن الموت، وأغضيت على القذى، وشربتُ على الشجا، وصبرت على أخذ الكظمِ، وعلى أمرّ من طعم العلقمِ))( صبحي الصالح: 68 الفقرة الثانية من الخطبة :26)

فهل يمكن ان يؤتى ببيان أوضح من هذا؟ أم مع بيانٍ كهذا يذهب المرءُ هنا وهناك بحثاً عن تأويلٍ يلوذ وراءه؟!.

كلا ، لا مناص من الاعتراف، بل والاعتقاد بحقه الذي صرّح فيه عليه السلام غير مرة.

وكذا فلا مفر ـ من جهةٍ أخرى ـ من حصر خلافة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) به وحده، لا غير.

وإنما (( تقمصّها فلان))!

(( ثم عقد بها لآخر بعد وفاته، ولَشَدّما تشطّرا ضرعيها ))!

(( ثم قام ثالث القوم نافجاً حضنيه )) . فما لي بعد هذا لا أذعن للحقيقة! وأي شيءٍ أكون به أشدّ فخراً من اتباع الحق بعد معرفته؟

وهل الدين غير هذا؟ أم أُمرنا نحن بغيره؟

((ربّ اشرح لي صدري))

الحمد لله رب العالمين على نعمة الولاية لأمير المؤمنين

بارك الله فيك ووفقك لكل خير بحق محمد وآل محمد

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين المطهرين..
/////////////////////////////////////
أحسنت وجزيت خير الجزاء أخي في الله تعالى ضــــــــــــــوء القمر ووفقت لكل خير بحقهم على الله تعالى وبحق الله تعالى عليهم .
في الحقيقة ذكرتني بمضمون حديث عن الإمام الرضا (عليه السلام ) حين كان هناك حديث معه حول معنى النعيم في قوله تعالى ( ولتُسْألُنَّ يومئذٍ عن النعيم) فقال بعضهم أنه الماء البارد وقال آخر غير هذا المعنى فقال الإمام (عليه السلام) بالمضمون إن هذا السؤال قبيح من قبل البشر فكيف يسأل الله تعالى عنه ؟! إنما النعيم هو ولايتنا أهل البيت .عليهم أفضل الصلاة وأتمّ السلام.

بارك الله فيك
وجعلنا واياكم سائرين على درب الولاية
متمسكين بمحمد وعلي واهل البيت جميعا

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين المطهرين..
/////////////////////////////////////

الحمد لله على أن جعلنا على ولايتهم ولم يكلفنا العناء في اتباعهم .
الله يبارك فيك أخي الكريم الامبراطور
ودمت بكل ود

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين المطهرين..

الحمد لله على نعمة الولاية لأمير المؤمنين سيدنا علي عليه السلام ,,, وجزاك الله الف خير

السلام عليكم

اللهم صل على محمد وال محمد ..{ يا علي لا عذّب الله فؤاداً أنت فيه
ثبت الله فؤادي في هواك يا علي }..

تقبل مروري

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين المطهرين..
/////////////////////////////////////

أخوة الإيمان
الأخت الجنوبية ...وجازاك الله بألـ 1000ـــف خير
..
الأخ المغرم ....وعليكم السلام والرحمة
مرورك يسعدني وآني ممنون لهذا المرور.