عن طارق بن شهاب قال : لما قدم عمر الشام لقيَه أساقفتها ورؤساؤها وقد تقدمه العباس بن عبد المطلب على فرس ، وكان العباس جميلاً بهيا فجعلوا يقولون: هذا أمير المؤمنين ، ويقولون له : السلام عليك يا أمير المؤمنين فيقول : لست بأمير المؤمنين وأمير المؤمنين ورائي وأنا والله أولى بالامر منه ، فسمعه عمر فقال : ما هذا يا أبا الفضل؟ قال : هو الّذي سمعت .
فقال: لكن أنا وإياك قد خلّفنا بالمدينة من هو أولى بها مني ومنك.
قال العباس : ومن هو ؟ فقال : عليّ بن أبي طالب .
قال : فما الذي منعك وصاحبك أن تقدّماه ؟ فقال : خشية أن يتوارثها عقبكم إلى يوم القيامة ، وكرهنا أن تجتمع لكم النبوة والخلافة .
قال له العباس : من حسدنا فإنما يحسد رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ (1).
____________
(1) المسترشد في إمامة علي بن أبي طالب لمحمد بن جرير الطبري ص 168 ، بحار الأنوار ج 8 ص 209 ط حجر ، وفي هامش الإيضاح لابن شاذان ص 91.