ما زالت الزهراء تستغيث فهل تجيبون
ففي البحار ج43 ص172 وفي جلاء العيون ج2 ص186 كتب العلامة المجلسي : روى الصدوق في الامالي باسناد معتبر ، حديث النبي صلى اللّه عليه وآله ومنه : واما ابنتي فاطمة ، فانها سيدة نساء العالمين من الاولين والآخرين .. وهي بضعة مني ، وهي نور عيني .. وهي ثمرة فؤادي .. وهي روحي التي بين جنبي .. وهي الحوراء الآنسية ، متى قامت في محرابها ، بين يدي ربها جل جلاله .. زهر نورها لملائكة السماء ، كما يزهر نور الكواكب لأهل الارض ، ويقول اللّه عز وجل لملائكته يا ملائكتي : انظروا الى أمتي فاطمة سيدة إمائي قائمة بين يدي ترتعد فرائصها من خيفتي ، وقد أقبلت بقلبها على عبادتي أُشهدكم ، أني قد أمنت شيعتها من النار .. وإني لما رأيتها ، ذكرت ما يُصنع بها بعدي .. كأني بها وقد دخل الذل بيتها وانتهكت حرمتها وغُصبت حقها ، ومُنعت إرثها ، وكُسر جنبها ، وأسقطت جنينها ..
وهي تنادي يا محمداه فلا تجاب وتستغيث فلا تغاث
فلا تزال بعدي محزونة مكروبة باكية ، تتذكر انقطاع الوحي عن بيتها مرة ، وتتذكر فراقي اُخرى وتستوحش إذا جنّها الليل .. لفقد صوتي الذي كانت تستمع اليه اذا تهجدت بالقرآن .. ثم ترى نفسها ذليلة ، بعد أن كانت أيام أبيها عزيزة ...
وهذه شهادة اللّه لنبيه :
وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوى 0 إِنْ هُوَ إِِلا وحيٌ يُوحَى
ورد عن المصطفى صلى اللّه عليه وآله انه قال : فاطمة بضعة مني ، فمن أغضبني أغضبها .. صحيح البخاري ج5 ص21 و 29 وكذلك قال : ان اللّه يغضب لغضب فاطمة ، ويرضى لرضاها ... والتشكيك يُغضب اللّه ورسوله والائمة الابرار والزهراء عليهم السلام ، وقال تعالى :
وَمَنْ يَّحلِلْ عَلَيهِ غضبِي فقد هَوَى
فكيف يشككون ؟ ومن آجل من ؟ من آجل الدنيا وما فيها ؟ فما قيمة الدنيا ؟ التي يفضلونها على الزهراء عليها السلام وهل سيحملون منها شيئاً الى قبورهم ؟ وهل تشك بشهادة المجلسي ؟ الذي جمع اخبار أهل البيت عليهم السلام في 110 اجزاء وهو يقول : روى الحديث باسناد معتبر ، فان قلت نعم ، نقول لك ، من أين تأخذ ما تستند عليه في آرائك الفقهيه الشاذة ؟ وإن قلت لا ، نقول لك : من أين أتاك الشك ومن أي جهة وما ثمنه ؟ وحقاً ما قاله الامام الحسين عليه السلام : إن الناس عبيد الدنيا ، والدين لعق على ألسنتهم ، يحوطونه ما درت معائشهم ، إذا محصوا بالبلاء قلَّ الديانون ..
وفي نهج البلاغة ج4 ص28 قال الامام : مثل الدنيا كمثل الحية لين مسها والسم الناقع في جوفها ، يهوي اليها الغر الجاهل ، ويحذرها ذو اللب العاقل ... فكيف يُغضبون اللّه ورسوله ، والائمة والزهراء عليهم السلام ، وهم يقرءون في صلاتهم ..
غَيِر الْمغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلا الضَّالِّينَ
وهناك من يحاول جاهداً ان ينفي عنه التشكيك .. ولكن هيهات فقد نشر التشكيك في كل انحاء العالم ، باستخدام كل الوسائل المتوفرة لديه ، ومن ذلك جوابه الخطي الى الحسينية الهاشمية ، ومنه هذا النص ( ولم يحصل لديَّ الجزم بأحد الاحتمالين ولذلك تبقى القطعية لدي في مجال الشك ) وقد وزعنا صور من جوابه الخطي ، مع العدد 47 وادناه صورة من جوابه الخطي .. وبسبب ذلك .. دافعنا عن مأساة الزهراء عليها السلام .. مع ألاف الفقهاء والمراجع ورجال الدين .. ونرجو ان يكون ذلك ، وسيلة لنيل شفاعتها ، لبيك يا زهراء ، لبيك يا شهيدة ، فقد سمعنا استغاثتك ...