الكلى
هي أجهزة الترشيح الخاصة بالجسم، حيث تحتوي كل كلية على عدد هائل من المرشحات الصغيرة والتي تعمل على إخراج السموم ونواتج الأيض والأحماض وكذلك الماء الزائد من الدم في صورة البول الخارج من الجسم.
مرض السكري يعتبر أكثر الأمراض الشائعة تأثيرًا على الكلى حيث إنه يتلف أجهزة الترشيح الموجودة في الكلى مؤديًا إلى الإصابة بالفشل الكلوي، ويمكن الإصابة بالكلى مهما كانت طريقة تنظيم السكر المتبعة، فسواء كانت الطريقة المستخدمة في تنظيم السكري هي حقن الأنسولين أو حبوب السكر أو الحمية الغذائية فإن الإصابة بأمراض الكلى ممكنة، وهذا يحدث عادة بعد عدة سنوات من إصابة الشخص بمرض السكري، وفي هذه المرحلة غالبًا ما يصاب هؤلاء المرضى أيضًا بأمراض العين الناتجة عن مرض السكري.
كيف يتلف مرض السكري الكلى ؟
التخلص من الفضلات الناتجة عن هضم البروتينات يتم من خلال ثقوب صغيرة وضيقة جدًا موجودة في مرشحات الكلى، وهذه الثقوب صغيرة وضيقة جدًا بحيث لا تسمح بفقدان المواد المفيدة للجسم كالبروتينات من الدم، ومرض السكري يضطر الكلى إلى ترشيح كميات كبيرة جدًا من الدم، ونتيجة لهذا العمل الزائد للكلى على مدار السنين تصبح تلك المرشحات غير قادرة على حجز البروتينات المفيدة مما يؤدي إلى تسربها وفقدانها في البول، وعندما تكون كمية البروتينات المفقودة في البول قليلة تسمى ميكروألبيومين، أما عندما تكون الكمية المفقودة كبيرة تسمى ماكروألبيومين أو زلال في البول، ومع مرور الوقت تضمر المرشحات وتفقد قدرتها على ترشيح وإخراج الفضلات، مما يؤدي إلى تراكمها في الدم، وفي النهاية الإصابة بالفشل الكلوي.
العوامل المساعدة على الإصابة بالفشل الكلوي:
ليس من الحتمي أن يصاب كل مريض بالسكري بأمراض الكلى، وعلى الرغم من أن مرض السكري في حد ذاته يعتبر أحد عوامل الخطر المساعدة على الإصابة بأمراض الكلى إلا أن بعض مرضى السكري أكثر عرضة لخطر المساعدة على الإصابة بأمراض الكلى من غيرهم نظرًا لوجود عوامل خطر أخرى مساعدة على ذلك، هذه في تحديد مدى خطر الإصابة بذلك، فمثلا إذا كان لديك أخ مصاب أو أخت مصابة بأمراض الكلى المصاحبة لمرض السكري فإن احتمال إصابتك بأمراض الكلى أكبر، وبمعنى آخر يمكن اعتبار أمراض الكلي وراثية.
(ب) تنظيم السكر: إذا كان السكر لديك غير منتظم فإنك أكثر عرضة للإصابة بأمراض الكلى، وعليك أن تعلم أنه إذا بدأ ظهور الميكروألبيومين في البول فإنه من الممكن أن لا يتطور إلى ظهور الزلال لو تم تنظيم السكر جيدًا .
(ج) تنظيم ضغط الدم: العديد من مرضى السكري يعانون من ارتفاع ضغط الدم والذي يساعد في سرعة ظهور وتفاقم أمراض الكلى، ولكن إذا ما تم علاج ارتفاع ضغط الدم فإن ذلك له أكبر الأثر في تأخير الإصابة بأمراض الكلى.
أعراض مرض الكلى عند مريض السكري:
عادة لا تظهر أي أعراض لمرض الكلى عند مريض السكري إلا بعد أن تكون وظائف الكلى قد تدهورت تمامًا، وذلك لوجود فائض كبير من المواد المرشحة المخزنة في الكلى.
في المراحل الأولى للمرض تحاول المرشحات الصغيرة المتبقية أن تعمل جاهدة لتعويض ما فقد منها، وأحيانًا يتعود الجسم لبعض الوقت على ارتفاع نسبة السموم في الدم، ولكن مع تقدم المرض تبدأ أعراض تراكم المياه في الجسم والرئتين في صورة تورم القدمين وضيق بالتنفس. كذلك تبدأ أعراض تراكم السموم في الجسم بالظهور، مثل الشعور بالتعب العام واضطراب النوم أثناء الليل، وأحيانًا تمر الأعراض سريعة كالأعراض التي تشعر بها بعد رحلة طيران.
ومنها الشعور بالتعب العام، وآلام القدمين، وعدم التركيز، واضطراب النوم بعد القدرة على النوم ليلا والشعور بالنعاس والرغبة بالنوم في فترة ما بعد الظهر . أماعن الأعراض الأخرى التي من الممكن أن يشعر بها مريض السكري المصاب بأمراض الكلى فهي فقدان الشهية، والطعم السيئ في الفم، الشعور بالميل للقيء، والحكة، وفقدان الوزن.
الوقاية والعلاج:
هناك طرق عديدة للوقاية من الإصابة بأمراض الكلى أو لمنع تقدمها، وهناك علاقة وثيقة بين كليهما، فما يمنع الإصابة بأمراض الكلى المصاحبة لمرض السكري يستطيع أيضًا أن يمنع أو يؤجل تقدمها، لذا عند تشخيص الإصابة بمرض الكلى لا بد من اتباع الخطوات التالية لمنع الإصابة بالفشل الكلوي:
المتابعة الطبية الدورية:
من الضروري مراجعة الطبيب بصفة دورية؛ لأنه سيقوم بمتابعة وتنظيم السكر لديك وإجراء فحوصات البول اللازمة لمعرفة نسبة البروتين في البول وقياس ضغط الدم وعلاجه ومتابعة سلامة عينيك من مضاعفات السكري وأيضًا متابعة نسبة الكوليسترول في الدم، واعلم أن وجود الزلال (البروتين) في البول من العلامات الأولى للإصابة بأمراض الكلى ذات العلاقة بمرض السكري، وبالتالي كلما تم اكتشاف ذلك مبكرًا كلما كانت هناك فرصة كبيرة لمنع أو تأخير تدهور المرض.
التنظيم الدقيق للسكر:
يجب أن يكون مستوى السكر في الدم أقرب إلى الطبيعي، وهناك أحد الفحوص المعملية يسمى (HBAIC) يقيس نسبة السكر في الدم من خلال الشهرين الماضيين والطبيعي أن تكون نسبة السكر 5-6% وعند مريض البول السكري يجب أن تظل تحت مستوى 7 ومن الثابت علمياً أن التنظيم الدقيق للسكر يقلل خطر زيادة الميكروألبيومين في البول وتقدمه إلى زلال في البول، أما في حالة وجود الزلال فعلا فإن التنظيم الدقيق للسكر يعمل على تأخير حدوث الفشل الكلوي.
التنظيم الجيد لضغط الدم:
وتعتبر هذه أهم خطوة يجب اتخاذها حيث إن ارتفاع ضغط الدم يسرع من تقدم المرض وتدهور الحالة، لذا يجب اتخاذ كافة الإجراءات لتنظيم الضغط، ويجب أن يكون ضغط الدم أقل من 130 /80، وهناك ثلاث طرق لتنظيم الضغط هي إنقاص الوزن و الإقلال من الملح في الطعام وتجنب التدخين والكحوليات، إلا أن معظم المرضى يحتاجون لأدوية تنظيم الضغط بالإضافة إلى ذلك.
استعمال الأدوية المثبطة لهرمون الأنجيوتنسين وأدوية إغلاق المستقبلات الخاصة به :
تعتبر هذه الأدوية أفضل العقاقير لتنظيم الضغط عند مرضى السكري، حيث إنه إلى جانب تأثيرها على ضغط الدم فإنها تساعد على عدم تطور حالة فقدان البروتين في البول وتدهور الحالة إلى الفشل الكلوي، ونظرًا للأثر الإيجابي لهذه الأدوية في علاج أمراض الكلى المصاحبة لمرض السكري فإنها توصف للمرضى الذين يعانون من أمراض الكلى الناتجة عن مرض السكري حتى الذين يتمتعون منهم بمعدل ضغط دم طبيعي.
(ملاحظة: يجب عدم استخدام هذه الأدوية خلال فترة الحمل وكذلك في بعض الحالات الأخرى، لذا يجب استشارة الطبيب قبل استخدام هذه الأدوية).
التغذية السليمة:
إن استخدام كمية كبيرة من البروتينات في الأكل يحمل كليتيك عبئًا كبيرًا، وهذا ما يجب عليك تجنبه، ولكن ليس بأن تمنع نفسك من البروتينات نهائيًا، فمن الخطأ أن تقول لن أتناول اللحوم نهائيًا، تناول كمية معتدلة من البروتينات (0.8جرام لكل كيلو جرام من وزن الجسم في اليوم الواحد) واحرص على تناول مصادر البروتينات قليلة الدهون (يجب استشارة إخصائي التغذية لمعرفة التفاصيل) وهي من عوامل الخطورة المساعدة على الإصابة بأمراض القلب والتي هي شائعة أيضًا عند مرضى السكري.
عدم إساءة استعمال مسكنات الألم:
الاستعمال المفرط لمسكنات الألم مثل الأسبرين، البروفين، الفولتارين ... إلخ يمكن أن يؤذي الكلى، لذا يجب تجنب استعمالها بشكل دائم ومستمر، كما أن استعمالها المستمر يجعل تنظيم ضغط الدم أكثر صعوبة، ويستثنى من ذلك استعمال جرعات خفيفة من الأسبرين في حالات أمراض القلب.
التوقف عن التدخين :
لا تدخن ... فالتدخين يعمل على ارتفاع ضغط الدم وزيادة خطورة الزلال في البول وكذلك خطورة الاصابة بامراض القلب .
* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *
منقولة عن د.محمد عاصم
استشاري امراض الكلى