جاء في حديث لفاطمة بنت أسد قبل ان ترزق أولادها انها جلست يوما تتحدث مع عجائز العرب والفواطم من قريش, منهن فاطمة ابنة عمرو بن عابد جدة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأبيه وفاطمة ابنة زائدة بن الأصم وهي أم خديجة بنت خويلد فانهن لجلوس إذ أقبل رسول الله بنوره الباهر وسعده الظاهر وقد تبعه بعض الكهان ينظر إليه ويطيل فراسته فيه الى أن أتي إليهن فسألهن عنه فقلن: هذا محمد ذو الشرف الباذخ . والفضل الشامخ فأخبرهن الكاهن بما يعلمه من رفيع قدره وبشرهن بما سيكون من مستقبل أمره وانه سيبعث نبيا وينال منالا عليا وقال: ان التي تكلفه منكن في صغره سيكفل لها ولدا يكون عنصره من عنصره يختصه بسره وبصحبته ويحبوه بمصافاته واخوته.
فقالت له فاطمة ابنة أسد رضي الله عنها : أنا التي كفلته وأنا زوجة عمه الذي يرجوه فقال: ان كنت صادقة فستلدين غلاما علاما مطواعا لربه هماما اسمه على ثلاثة أحرف يلي هذا النبي في جميع اموره وينصره في قليله وكثيره حتى يكون سيفه على أعدائه وبابه لأوليائه يفرج عن وجهه الكربات ويجلو عنه حندس الظلمات تهاب صولته أطفال المهاد وترتعد من خيفته الفرائض الجلال له في فضائل شريفة ومناقب معروفة وصلة منيعة ومنزلة رفيعة يهاجر الى النبي في طاعته ويجاهد بنفسه في نصرته وهو وصيه الداقن له في حجرته.