براهين اخرى على براءة ابن العلقمي ذكرها الغامدي في كتابه:
1 – يبدوا انه من غير المحتمل إذ لم يكن من المستحيل أن يذهب الوزير إلى
ذلك الحد من التطرف لان المغول سيقضوا على الخليفة وعلى كل المنافسين بما
فيهم الوزير على حد سواء .
2 – ما ورد لدى المؤرخين لم يكن من مؤرخين عراقيين معاصرين فالمؤرخ
الجوزجاني كان يعيش في الهند في دهلي وأبي شامه صاحب الذيل على الروضتين
كان يعيش بدمشق ولا يوجد شاهد عيان يؤكد ما لدينا من آراء .
3 – حملة المغول العسكرية كانت مقررة على بغداد كما هي على كل العالم سواء افترضنا التنسيق المسبق للوزير أم لم نفترض .
4 – لم يفرق المغول في التنكيل بين السنة والشيعة أثناء الهجوم على بغداد فقد قتلوا الجميع ونكلوا بهم .
5 - كان الوزير على ثقة ويقين بعدم مقدرة الخلافة العباسية عن القيام بأي
دفاع عن أي قوة مهاجمة فما بالكم بقوة عمالقة لم تكن بحاجة لاكثر من خمس
سنوات لتحطيم الصين فما بالنا بـ 38 عام كانت فيها المناوشات تتجدد على
بغداد ولا ضير في أن يكون لابن العلقمي رأي في ضرورة تهدئة قواعد اللعبة
مع المغول لكي يأمن شرهم وهذا لا يعني الخيانة البتة
6 – طلب هولاكو بعد وصوله لمنطقة همدان مقابلة الخليفة المستعصم أو أي من
وزراءه ولم يكن هولاكو يفرق بين الوزير الشيعي أو السني وذات المستعصم
توسل لابن العلقمي ان يخرج لهولاكو ليعرف مطالبه فقبل ابن العلقمي ولم
يقبل الدواة دار وسليمان شاه بل عاندا ولم يستجيبا لرأي الخليفة لعله يخفف
من تطرف هولاكو ويرحم سكان بغداد
7 – الوزير ابن العلقمي خدم الدولة العباسية ثلث قرن واخلص في خدمتها
626-642هـ وخلال هذه الفترة لم يتعرض ابن العلقمي لاي أتهام البتة
8 - ثم أن تهديد المغول لم يكن بالشيء الجديد فقد تعرضت بغداد لتهديد سابق
أيام الاطاحة بالسلطان محمد خوارزم شاه ثم مجيء جلال الدين خوارزم الذي
حال دون تقدم المغول سنوة 629 هـ ثم فترة حكم المستنصر وهنا ما معنى اتهام
الوزير في هذه الفترة بالذات لماذا لم يقم الوزير خلال كل تلك الحقب
بالتعاون مع المغول .
ويخلص المؤلف السعودي إلى نتيجة مفادها على المرء قبل أن يصدر حكمه في مسألة مثل هذه أن يأخذ في الحسبان اعتبارات عدة :
1 – دراسة الأساس الذي بنيت عليه هذه المسألة .
2 – التحري عن القائل (عن ميوله الكتابية والمذهبية) .
3 – الشخصية التي يعالج أمرها .
4 – دراسة الأوضاع الداخلية والخارجية وحيثيات الموضوع من جميع جوانبه .
اقول للسلفيين والوهابيين الذين يتهمون الشيعة ورموزها:
ان ابصاركم العمياء تقلب الحقائق وهذا ديدن السلفيين من ابن تيمية وحتى
ياذن الله بتطهير الارض من وبائهم. تقولون صدام حسين شهيد وبطل بينما قتل
الملايين من المسلمين سنة وشيعة من دون ذنب واختبا في حفرة جبانا مهانا
ذليلا فارا من الزحف مستحقا بذلك غضب الجبار. وتعتبرون حسن نصر الله وحزب
الله عميلا لاسرائيل مع ا نه قتل الاف الجنود الاسرائيلين ومسح كرامتهم
بالارض ويعتبرونه العدو رقم واحد في اسرائيل وامريكا. فكيف وانتم على هذا
العمى من البصر والبصيرة تريدون ان تحكموا على احداث تاريخية مضى عليها
حوالي الف ومئتين سنة اذا كنت تقلبون حقائق معاصرة نعيشها كلنا ونشاهدها
كلنا. والكاذب لايصدق في دعواه. اضف الى ذلك ان المفترين على الشيعة هم
اعداءهم. و القاعدة القضائية المتفق عليها تقول انه لا تجوز شهادةالعدو في
حق من يعاديه. فلماذا تاخذون بشهادة اعداء الشيعة من السلفيين والطائفيين
البعيدين عن الاحداث ولاتاخذوا بشهادة علماء السنة المنصفين الذين عايشوا
تلك الفترة بقضها وقضيضيها؟ الدكتور الغامدي وهو شخصية اكاديمية ،سعودي
وسني المذهب احاط في دراسته الانفة الذكر بالموضوع احاطة تامة حتى توصل
الى نتيجة مفادها براءة الشيعة وابن العلقمي بالخصوص من تهمة الخيانة.
اليس ذلك يبرهن انكم عاصون لله متكبرون عليه لانكم خالفتم الامر الالهي بقوله تعالى: (ولايجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو اقرب للتقوى). فاعدلواواتقوا الله وتوبوا الى بارئكم من افتراءاتكم على المسلمين . (ويلكم لا تفتروا على الله كذبا فيسحتكم بعذاب وقد خاب من افترى )( سورة طه اية 61)