مدرسته
أن الامام الصادق عليه السلام هو استاذ العلماء وامام الفقهاء وهو امام عصره كما هو امام العصور واستاذ الاجيال. و قد انصرف هو وابوه الباقر عليه السلام لانشاء مدرسة أهل البيت العلمية في مسجد رسول الله صلي الله عليه و آله في المدينة المنورة, ثم استمر في تنمية هذه الجامعة العلمية ومواصلة حماية الشريعة, والدفاع عن عقيدة التوحيد بعد ابيه الباقر عليه السلام, وقد تخرج على يده جيل من الفقهاء والمحدثين والمتكلمين والفلاسفة وعلماء الطبيعة...الخ ذكرتهم كتب الرجال وملأت آثارهم آفاق العلم والمعرفة فبهدي الامام الصادق عليه السلام وهدي آبائه الكرام وابنائه من بعده من أهل بيت النبوة اهتدى المسلمون وشخصوا جادة الصواب الدالة على الشريعة ونقائها. وقد نشأت في عهد الامام الصادق عليه السلام فرق ومذاهب فقهية واعتقادية كثيرة, كان موقف الامام الصادق عليه السلام منها هو التسديد والحوار العلمي والنقد الشرعي النزيه. والذي يتابع منهج الامام, ومهمته العملية يكتشف ان الامام كان يستهدف بعمله ومدرسته الاهداف الاتية:
اولاً: حماية العقيدة من التيارات العقائدية والفلسفية والالحادية والمقولات التي لا تنسجم وعقيدة التوحيد التي نشأت كتيار كونته الفرق الكلامية والمدارس الفلسفية الشاذة, لذا انصبت جهود الامام عليه السلام على الحفاظ على اصالة عقيدة التوحيد ونقاء مفهومها, وايضاح جزئياتها وتفسير مضامينها وتصحيح الافكار والمعتقدات في ضوئها ولذا فقد درب تلامذته امثال هشام بن الحكم على الكلام والجدل والمناظرة والفلسفة ليقوموا بالدفاع عن عقيدة التوحيد وحمايتها من المعتقدات الضالة, كما الجبر والتفويض والتجسيم والغلو وامثالها من الاراء والمعتقدات الشاذة عن عقيدة التوحيد.
ثانياً: نشر الإسلام اما الهدف الثاني لمدرسة الامام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام وجهوده فهو نشر الإسلام وتوسيع دائرة الفقه والتشريع, وتثبيت معالمها وحفظ اصالتها, إذ لم يُرو عن احدٍ من الحديث ولم يُؤخذ عن امام من الفقه والاحكام ما أًخذا عنه, اساسا وقاعدة لاستنباط الاحكام لدى العلماء والفقهاء والسائرين على نهجه والملتزمين بمدرسته والمنتسبين الى مذهبه الذي سُمي باسمه (المذهب الجعفري).