حرص أركان الإدارة الأمريكية بدءاً من الرئيس بوش منذ جرت أحداث الزلزال المدمر والمروع الذي هز أمريكا في الحادي عشر من سبتمبر على التأكيد على أنهم سينتقمون لشرف أمريكا، وكثرت التصريحات وتوالت بمناسبة وبغير مناسبة وكلها تؤكد على حق أمريكا في الرد وبقوة على من فعل بأمريكا ما فعل،وكلها تدعو الآخرين إلى الانضواء تحت لواء الولايات المتحدة لمكافحة الإرهاب إلى درجة بلغت من الصلف مبلغاً عظيماً حين قال قائلهم: إما أن تكون معنا أو مع الإرهاب فلا خيار لأحد في أن يختار أو يفكر أو يمارس حريته التي أنعم الله بها عليه في تحديد الموقف الذي يراه حقاً.
ومضت الأمور تسير حسبما رسموه، فابتدأ الانتقام بعد أن حددوا الفاعل من وجهة نظرهم، فعلى الرغم مما يحيطون به أنفسهم من هالة وما يصورون به أنفسهم من إمكانات وقدرات بتقنياتهم وأقمارهم ومراصدهم واستخباراتهم ومباحثهم لم يستطيعوا إقناع العالم بتقديم الأدلة على ما قالوه ويقولونه ولو بسلامة المقصد ونبل الهدف، فالشك العالمي في ذلك كله يتزايد ويظهر يوماً بعد يوم، لكنهم لم يكونوا محتاجين إلى أن يصدق أحد ما يقولونه ولا أن يطمئن إلى سلامة أهدافهم، فالقوة التي يملكونها كافية في نظرهم لإجبار الآخرين على السير في ركابهم وركوب ما يركبون دون تفكير، طمعاً في السلامة وإيثاراً للراحة وبعداً عن المشكلات، وهكذا مضى قطار التحالف كما يسمونه ينهب الأرض قاصداً بلداً محدداً منذ زمن قديم لأنه يؤوي من يعتبرونه هدفهم الأول والمتهم الرئيس في الأحداث التي هزتهم وهزت معهم العالم كله، كلا وربما كان ذلك هو الغطاء الخارجي لأهدافهم ليس إلا، لأنه ظهر على فلتات ألسنتهم حين أعلنوا أنها حرب صليبية ومقدسة ثم تراجعوا عن ذلك.
ولكن يظل السؤال قائماً عن الهدف لعدة أمور الباقي بالالوكة[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]