المغرم نائب المديـر العــام
عدد الرسائل : 1994 الموقع : مع المتقين السٌّمعَة : 2 نقاط : 787 تاريخ التسجيل : 19/07/2008
| موضوع: مصيبة مسلم بن عقيل (عليه السلام) الإثنين نوفمبر 23, 2009 10:43 pm | |
|
السلام عليكم ورد في كتاب أمالي الصدوق: بإسناده عن ابن عباس، قال علي لرسول الله (صلى الله عليهما وآلهما): يا رسول الله، انك لتحب عقيلا؟ قال: والله أني لأحبه حبين؛ حبا له وحباً لحب أبي طالب له، وان ولده لمقتول في محبة ولدك، فتدمع عليه عيون المؤمنين، وتصلي عليه الملائكة المقربون، ثم بكى رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتى جرت دموعه على صدره، ثم قال: إلى الله أشكو ما تلقى عترتي من بعدي. ---------- قد كان نبي الرحمة أول المعزين والباكين لمصيبة مسلم بن عقيل، وهو يعلم ما تلقى عترته بعده من تشريد وتهجير وتقتيل، فيبكي رسول الله ويعيش مصيبة مسلم بن عقيل رسول الحسين (عليه السلام) الذي خدله الكثير من أهل الكوفة بعدما تفرقوا عنه، حتى أضحى وحيداً وغريباً فريداً في أرض قلّ فيها الناصر وكثر فيها الأعداء، وبعد أن كان أعدادهم بالألوف خلف مسلم تفرقوا عنه، وكانت المرأة تأتي ابنها واخاها فتقول: انصرف، الناس يكفونك، ويجئ الرجل إلى ابنه واخيه فيقول: غداً يأتيك أهل الشام، فما تصنع بالحرب والشر؟ انصرف! فيذهب به فينصرف، فما زالوا يتفرقون حتى أمسى ابن عقيل وصلى المغرب وما معه إلا ثلاثون متوجها نحو أبواب كنده، فلما بلغ الأبواب إلا ومعه منهم عشرة، ثم خرج من الباب فإذا ليس معه انسان يدله، فالتفت فإذا هو لا يحس أحداً يدله على الطريق ولا يدله على منزله ولا يواسيه بنفسه، فمضى على وجهه متلددا في أزقة الكوفة لا يدري اين يذهب، حتى خرج إلى دور بني جبلة من كندة، فمشى حتى انتهى إلى باب إمراة يقال لها طوعة ـ أم ولد كانت للشعث ابن قيس فأعتقها، فتزوجها أسيد الحضرمي فولدت له بلالا، وكان بلالاً قد خرج مع الناس، وامه قائه تنتظره ـ، فلسلم عليها ابن عقيل فردت عليه السلام، فقال لها: يا أمه الله، اسقني ماءا. فسقته وجلس، وادخلت الاناء ثم خرجت، فقالت: يا عبدالله، ألم تشرب؟ قال: بلى، قالت: فاذهب إلى أهلك، فسكت، ثم عادت عليه مثل ذلك، فسكت. ثم قالت له في الثالثة: سبحان الله، يا عبد الله قم عافاك الله إلى أهلك، فإنه لا يصلح لك الجلوس على بابي ولا احله لك، فقال: يا امه الله، ما لي في هذا المصر منزل ولا عشيرة، فهل لك في أجر ومعروف، ولعلي مكافيك بعد اليوم؟ قالت: يا عبدالله وما ذاك؟ قال: أنا مسلم بن عقيل، كذبني هؤلاء القوم وغروني واخرجوني، قالت: أنت مسلم؟ قال نعم، قالت: ادخل، فدخل بيتاً في دارها غير البيت الذي تكون فيه، وفرشت له، وعرضت عليه العشاء فلم يتعش، ولم يكن بأسرع من أن جاء ابنها فرآها تكثر الدخول في البيت والخروج منه، فقال لها: والله اني لتربيني كثرة دخولك هذا البيت منذ الليلة وخروجك منه، ان لك لشأنا، قالت: يا بني إله عن هذا، قال: والله لتخبريني، قالت: أقبل على شأنك ولا تسألني عن شيء. فألح عليها، فقالت: يا بني، لا تخبرنّ أحداً من الناس بشيء مما أخبرك به، قال: نعم، فأخذت عليه الأيمان فحلف لها، فأخبرته فاضطجع وسكت. وفي المنتخب (فلما طلع) الفجر، وإذا بالمرأة قد جاءت إلى مسلم بماء ليتوضأ، وقالت له: يا مولاي ما رأيتك رقدت في هذه الليلة، فقال لها: اعلمي أني رقدت رقده فرأيت في منامي عمي أمير المؤمنين وهو يقول: الوحاء الوحاء، العجل العجل، وما أظن إلا أنه آخر أيامي من الدنيا. وأصبح ابن تلك العجوز، فغدا إلى عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث، فأخبره بمكان مسلم بن عقيل عند امه، فأقبل عبد الرحمن حتى أتى أباه وهو عند ابن زياد، فساره فعرف ابن زياد سراره، فقال له ابن زياد: قم فائتني به الساعة، فقام وبعث معه قومه، لأنه قد علم ان كل هؤلاء يكرهون أن يصاب فيهم مسلم بن عقيل، وبعث معه عبيد الله بن عباس السلمي في سبعين رجلاً من قيس، حتى اتوا الدار التي فيها مسلم بن عقيل. وقال أبو مخنف: فسمعت المرأة صهيل الخيل وقعقعة اللجم وزعقان الرجال، فأقبلت إلى مسلم وأخبرته، فقال: يا أماه، علي بدرعي ولامة حربي، فأتته به فشد وسطه ولبس لامة حربه والعجوز تنظر إليه، فقالت: يا قرة عيني، أراك تأهبت للموت، لا يكون ذلك أبداً. فقال: يا أماه، أخشى أن يهجموا علي وأنا في دارك، ولا يكون لي قسمة في المجال فأصير قتيلاً. فقالت: سيدي، والله لإن قتلت لأقتلن روحي فداك. ثم انه عمد إلى الباب وقلعها، وكان ضخم الساعدين، واذا التقى مع الفوارس يقوم شعر بدنه من بين ثيابه، ولم يزل يقاتل حتى قتل مائة وخمسين فارساً، وانهزم الباقون من بين يديه، والعجوز على السطع تشجعه وتحرضه على القتال، فلما رأى ابن الأشعث ما فعل بهم وانهزام أصحابه، انفذ إلى ابن زياد يقول: أدركني بالخير والرجال... إلى قوله: انفذ ابن زياد إليه خمس مائة فارس. فقاتلهم قتالاً عظيماً، حتى قتل منهم خلقاً كثيرا، فلما نظر ابن الأشعث إلى ذلك انفد إلى ابن زياد يستمد بالخير والرجال، فأنفد إليه ابن زياد يقول: ثكلتك أمك، رجل واحد يقتل منكم هذه المقتلة العظيمة، فكيف لو أرسلتك إلى من هو أشد منه قوة وبأساً (يعني الحسين). ويعرج صاحب المنتخب لإجمال هده الفجيعة والمقتل: فنادوه بالأمان، فقال لهم: لا أمان لكم يا أعداء الله وأعداء رسوله، ثم حمل عليهم فقاتلهم، ثم انهم احتالوا عليه وحفروا له حفرة عمقيقة في وسط الطريق، واخفوا رأسها (بالدغل) والتراب، ثم انطردوا بين يديه، فوقع بتلك الحفرة واحاطوا به، فضربه ابن الأشعث على محاسن وجهه، فلعب السيف في عرين أنفه ومحاجر عينيه، حتى بقيت أضراسه تلعب في فمه، فأوثقوه وأخدوه أسيراً. وفي الإرشاد: وأتى ببغلة فحمل عليها، فاجتمعوا حوله وانتزعوا سيفه، فكأنه عند ذلك يأس من نفسه ودمعت عيناه، ثم قال: هدا أول الغدر، قال له محمد بن الأشعث: أرجوا أن لا يكون عليك بأس، فقال: وما هو إلا الرجاء، أين امانكم؟ إنا لله وإنا إليه راجعون، وبكى، فقال له عبيد الله بن العباس السلمي: إن من يطلب مثل الذي تطلب إذا نزل به مثل الذي نزل بك لم يبك، قال: أني والله ما لنفسي بكيت، ولا لها من القتل أرثي، ولكن أبكي لأهلي المقبلين إلي، ابكي للحسين وآل الحسين (عليه السلام). وقد قيد مسلم إبن عقيل لدار الإمارة، وما حصل فيها من أحداث تبكي العين ويرق لها القلب ألماً وحزناً على مسلم ابن عقيل المظلوم والمهضوم. وفي المنتخب: ثم امر بمسلم أن يصعد به إلى أعلى القصر ويرمى منه منكساً على رأسه، فعند دلك بكى مسلم على فراق الحسين (عليه السلام) وقال: جزا الله عنا قومنا شر ما جزى * شرار الموالي بل أعق واظلم هم منعونا حقنا وتظاهروا * علينا و(رامونا) نذال ونرغم وغاروا علينا يسفكون دماءنا * فحسبهم الله العظيم المعظم ونحن بنو المختار لا شئ مثلنا * نبي صدوق مكرم ومكرم فلما فرغ من شعره، ناداه عمر بن سعد: يا ويلكم القوم في سبيل المهالك، فدفعوه على أعلى القصر على أم رأسه، فقضى نحبه. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.. عظم الله لكم الاجر باستشهاد سفير الامام الحسين عليهما السلام | |
|
الجنوبية مشرفة
عدد الرسائل : 1468 العمر : 51 السٌّمعَة : 2 نقاط : 2502 تاريخ التسجيل : 15/03/2009
| موضوع: رد: مصيبة مسلم بن عقيل (عليه السلام) الإثنين نوفمبر 23, 2009 11:25 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
في رثاء مسلم بن عقيل لـو ان دمـوعي استهلت دما *** لـما أنـصفت بـالبكا مسلما قـتـيل أذاب الـصفا رزؤه *** وأحــزن تـذكاره زمـزما وأورى الحجون بنار الشجون *** وأبـكى المقام وأشجى الحمى أتـى أرض كوفان في دعوة*** لـها الارض خاضعة والسما فـلبّوا دعـاه وأمُّـوا هـداه *** لـينقذهم مـن غـشاء العمى وأعـطوه من عهدهم ما يكاد *** إلى السهل يستدرج الاعصما ومـا كان يحسب وهو الوفي*** أن يـنقضوا عـهده المبرما فـديتك مـن مـفرد أسلموه *** لـحكم الـدعيِّ فـما استسلما والـجأه غـدرهم أن يـحلَّ *** فـي دار طـوعة مـستسلما فـمذ قـحموا منه في دارها *** عـرينا أبـى الليث أن يقحما أبـان لهم كيف يضرى الشجا*** عُ ويـشتدّ بـأسا إذا أسـلما وكـيف تـهبُّ أسود الشرى *** إذا رأت الوحش حول الحمى وكـيف تُـفَرِّقُ شـهبُ البزا *** ةِ بـغاثا تـطيف بـها حوَّما ولـما رأوا بـأسه لا يـطاق*** ومـاضيه لا يـرتوي بالدما أطـلُّوا عـلى شرفات السطو*** حِ يـرمونه الحطب المضرما ولــولا خـديعتهم بـالامان *** لـما أوثـقوا ذلـك الضيغما وكـيف يـحسُّ بـمكر الاثيم *** مـن لـيس يـقترف المأثما لـئن يُنْسني الدهر كل الخطو *** ب لـم يـنسني يومك الايوما أتـوقف بـين يـدي فـاجر *** دعـيٍّ إلـى شـرِّهم منتمى ويـشتم أسرتك الطاهرين وقد*** كــان أولـى بـأن يُـشْتَما وتـقتل صـبرا ولا طـالب *** بـثـارك يـسقيهم الـعلقما وترمى إلى الارض من شاهق *** ولـم ترمِ أعداك شهبُ السما فإن يحطموا منك ركن الحطيم *** وهـدُّوا من البيت ما استحكما فلست سوى المسك يذكو شذاه *** ويــزداد طـيبا إذا حـطما فـإن تَـخْلُ كوفان من نادب*** عـليك يـقيم لـك الـمأتما فـإن ظـبى الـطالبيين قـد *** غـدت لـك بالطف تبكي دما زهـا مـنهمُ الـنقع في أنجمٍ *** أعـادت صباح العدى مظلما
المصدر : ديوان السيد رضا الموسوي
عظم الله لنا ولكم الأجر باستشهاد سفير الإمام الحسين عليه السلام 0 وغريب الكوفة مسلم بن عقيل رضوان الله عليه 0
| |
|
غرام حسيني المدير العام
عدد الرسائل : 4535 العمر : 51 الموقع : ولاية علي عليه السلام السٌّمعَة : 3 نقاط : 1437 تاريخ التسجيل : 20/07/2008
| موضوع: رد: مصيبة مسلم بن عقيل (عليه السلام) الثلاثاء نوفمبر 24, 2009 12:08 pm | |
| أحسنت .........عظم الله أجورنا وأجوركم بهذا المصاب الجللبِسْمِ اللّهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيمِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وسَهِّلْ مَخْرَجَهُمْ والعَنْ أعْدَاءَهُم السلام عليكم قصيدة بحق مسلم ابن عقيل وهو يسمع خبر استشهاد اولاده عليهم السلام لرادود الحسيني السيد محمد باقر العلوي قرئها في ماتم سار الكبير في العزاء الموحد 1430 هــ وهذه رابطة التحميل
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] | |
|