غرام حسيني المدير العام
عدد الرسائل : 4535 العمر : 51 الموقع : ولاية علي عليه السلام السٌّمعَة : 3 نقاط : 1437 تاريخ التسجيل : 20/07/2008
| موضوع: لقاء صحفي مع الأمام علي عليه السلام الأربعاء أكتوبر 13, 2010 3:08 pm | |
| لا تسيئ الظن أقرأ وأحكم:
هذا اللقاء نشرته مجلة المستقبل العدد 314 في 26 فبراير من عام 1983 (أي قبل 26 عام من الآن). وهو من إعداد الكاتب المعاصر والصحافي المتميز : رياض نجيب الريس .. حيث كان يستفسر فيه من الإمام علي (عليه السلام) عن شؤون معاصرة في حياتنا اليومية وشغلت بال الجميع . وقد مهد لموضوعه بمقدمة نفسية وتاريخية , اجتذبت الكثيرين من مفكري أوروبا واسيا وقتها . حتى إن أسئلة مختلفة من وزراء إعلام عرب وردت للمجلة حول هذا اللقاء الصحفي الأكثر من رائع ..
وهذا هو نص اللقاء كاملاً : في زمن الأبواب المغلقة , ليس أمام الصحافي خيارات كثيرة .. وفي زمن البحث عن طريق امن وسط ظلمة هذه الأيام , ليس هناك من يجرؤ أن بتباسط مع صحافي عن مدلولات اليوم طموحا للوصول إلى معالم الغد داخل هذا الزمن العربي الرديء , وفي أشهر التمزق الذي عاشه المواطن العربي منذ الغزو الإسرائيلي للبنان , وسقوط الأمة العربية من محيطها إلى خليجها , باعترافها ومن دون اعترافها , تحت ظلال" السلام الإسرائيلي " , لم أجد أحدا اعرفه في العالم فأطرق بابه لأسأله عن الذي يجري , ولماذا جرى وكيف يمكن أن يقف؟ صار اليأس كلمة نكررها صباح أو مساء كل نهار.
لذا رحت ابحث عمن يقول لي شيئا. قلت لنفسي : ليس في هذا العصر من هو على استعداد لان يمد رأسه من أية كوة مهما صغرت . حاولت أن اطرق بابا أساسيا من أبواب المعرفة , لعل صاحبه يجيب السائل الحيران . وقررت أن ازور الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) خليفة رسول الله وأمير المؤمنين . ولم يسبق لي أن عرفت علي بن أبي طالب من قبل . كانت معرفتي به سطحية تاريخية , كمعرفة المئات من المسلمين أمثالي . فكان لابد أن اطرق كتاب السيد الشريف الرضي ليقودني إلى باب علي بن أبي طالب ويفتحه لي في ( نهج البلاغة )وهو الذي اختاره من كلام أمير المؤمنين (عليه السلام.(
وفتح السيد الشريف الرضي الباب في (نهج البلاغة) على مصراعيه , وكان هذا الباب بالنسبة لي في ساعات الظلمة الكثيرة التي مرت علينا : نورا ساطعا . ومن أنقاض الذل الذي تمسحنا فيه كلنا ومن بين دركات العار التي وصلناها , أتاح لي الشريف الرضي عبر أسابيع طويلة , راحة كبرى ساعدني فيها شرح الأستاذ الشيخ محمد عبده. وتوالت الأسئلة , وما كان أكثرها , وطالت الأجوبة وما كان أسخاها . ولأن الأسئلة كانت من واضع اليوم فلم أشأ أن اجرح سيدي الإمام بأن أضع أجوبته في أيدي رقباء هذا العصر .
لذلك ليس في حديثي المنشور اليوم : رأيه في أهل العراق ولا رأيه في أهل مك © والكوفة , والبصرة . وكما يقول سيدي الإمام : " من تذكر بعد السفر استعد " , فقد استعددت بأن يكون حديث بعيدا عن مزالق أيامنا المعاصرة هذه . ولعل أهم ما في أرائه غير المنشورة هو إنها تختصر الزمن كله . وكأن التاريخ لم يغير من طبائع هذه الشعوب ولم يعلمها درسا واحدا. وكان لابد من بداية لحديثي مع الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) . فأستأذنه بسؤالي الأول: - 1 -سيدي أمير المؤمنين . ما هذا الزمان الذي تعيشه أمتك ؟. -"يأتي على الناس زمان لا يقرب فيه إلا الماحل , ولا يظرف فيه إلا الفاجر , ولا يضعف في إلا المنصف . يعدون الصدقة فيه غرما . وصلة الرحم منا . والعبادة استطالة على الناس . فعند ذلك يكون السلطان بمشورة النساء , وإمارة الصبيان , وتدبير الخصيان .(...لكن) إذا تغير السلطان تغير الزمان.(... و) صاحب السلطان كراكب الأسد يغبط بموقعه وهو اعلم بموضعه ....(... و) آلة الرياسة سعة الصدر .(... لكن) من ملك استأثر." - 2 - لكن كيف يواجه المرء , يا أمير المؤمنين , آلة الحكم , وسلطان الحاكم , والوضع العربي كما نعرفه اليوم عاجز ومشلول ؟ . - " لا خير في الصمت عن الحكم كما انه لا خير في القول بالجهل " . - 3 - وهل يعمل الحاكم بمشورة المحكومين يا أمير المؤمنين ؟ - " من استبد برأيه هلك , ومن شاور الرجال شاركها في عقولها .(....و) من استقل وجوه الآراء عرف مواقع الأخطاء ". - 4 - لقد أصبح الظلم من معالم أمتك يا سيدي الإمام . أليس لهذا الظلم نهاية ؟ - " الظلم ثلاثة : ظلم لا يغفر , وظلم لا يترك , وظلم لا يطلب . (... ) ويوم المظلوم على الظالم , اشد من يوم الظالم على المظلوم . (...) ويوم العدل على الظالم , اشد من يوم الجور على المظلوم " . - 5 - لكن سلطان هذا الزمان يضيق صدره بالعدل يا سيدي ؟ - " من ضاق عليه العدل فالجور عليه أضيق " .. - 6 - أليس لهذا السلطان يا سيدي أمير المؤمنين من مواصفات ؟ - " لا ينبغي أن يكون الوالي (...) البخيل , فتكون في أموالهم نهمته . ولا الجاهل , فيضلهم بجهله . ولا الجافي , فيقطعهم بجفائه . ولا الحائف للدول فيتخذ قوما دون قوم . ولا المرتشي في الحكم , فيذهب بالحقوق ويقف بها دون المقاطع " . - 7 - أين الوطن يا سيدي الإمام , وقد أصبحنا كلنا نعيش في غربة قاسية ؟ - " ليس بلد بأحق بك من بلد , خير البلاد ما حملك (...) الغنى في الغربة وطن , والفقر في الوطن غربة " .. 8 - -الفقر يا أمير المؤمنين , ليس هو غربتنا الوحيدة . يكاد الفقر يكون مقيما معنا في عصر الغنى العربي ؟ . - ألم اقل لابني محمد بن الحنفية : يا بني أني أخاف عليك الفقر فأستعذ بالله منه . فأن الفقر منقصة للدين مدهشة للعقل داعية للمقت .(...) الفقر هو الموت الأكبر (...) ولو كان الفقر رجلا لقتلته . - 9 - لقد شح عطاؤنا يا أمير المؤمنين . حتى يوم كثر مالنا ؟. - " لا تستح من إعطاء القليل فأن الحرمان اقل منه . (...) ومن كثرة نعم الله عليه كثرت حوائج الناس إليه .(...) وإن إعطاء المال في غير حقه تبذير وإسراف , وهو يرفع صاحبه في الدنيا ويضعه في الآخرة , ويكرمه في الناس ويهينه عند الله . (... لكن) ما أقبح الخضوع عند الحاجة والجفاء عند الغنى .(...) فالمال لا يبقى لك ولا تبقى له " .. 10 - - لكن الحاجة تدفع إلى الطلب أحيانا كثيرة يا سيدي الإمام ؟ - " أن حفظ ما في يديك أحب إلي من طلب ما في يد غيرك . ومرارة اليأس خير من الطلب إلى الناس " .. - 11 - والطمع ؟ - " الطمع رق مؤبد " .. - 12 - والعلم يا سيدي , أين منه المال ؟ - " العلم خير من المال . والعلم يحرسك وأنت تحرس المال . المال تنقصه النفقة والعلم يزكو على الإنفاق (...) العلم حاكم والمال محكوم عليه .(....) أن المال من غير علم كالسائر على غير طريق " . 13 - - أحوال العبادة في عالمنا قد ساءت يا سيدي الإمام . لم تعد تدري كيف يتعبد الناس يا أمير المؤمنين , وبماذا تؤمن ؟ - " إن قوما عبدوا الله رغبة فتلك عبادة التجار . وان قوما عبدوا الله شكرا فتلك عبادة الأحرار " .. 14 - - ما الفرق بين العاقل والأحمق يا أمير المؤمنين ؟ - " لسان العاقل وراء قلبه , وقلب الأحمق وراء لسانه " . 15 - - والأحمق ماذا يريد عادة ؟ - " انه يريد أن ينفعك فيضرك " .. 16 - - والبخيل ؟ - " فأنه يبعد عنك أحوج ما تكون إليه " .. 17 - - والفاجر ؟ - " فأنه يبيعك بالتافه " .. 18 - - والكذاب ؟ - " فأنه كالسراب يقرب عليك البعيد ويبعد عليك القريب " . 21 - - أليس من الصعب الحكم على النوايا يا سيدي الإمام ؟ - " وما اضمر احد شيئا إلا ظهر في فلتات لسانه وصفحات وجهه " .
22 - - كيف نعامل الناس يا أمير المؤمنين في ظل هذه الظروف الصعبة ؟ - " خالطوا الناس مخالطة إن متم معها بكوا عليكم , وان عشتم حنوا إليكم ..(...) ولا يمكن لك إلى الناس سفير إلا لسانك ولا حاجب إلا وجهك . (..... لقد ) هانت عليه نفسه من أمر لسانه " . 23 - - وأعداؤنا ؟ - " إذا قدرت على عدوك فأجعل العفو عنه شكرا للقدرة عليه " . 24 - - وهل نصالح أعداءنا يا سيدي الإمام ؟ - " لا تدفعن صلحا دعاك إليه عدوك ولله فيه رضا , فأن الصلح دعة لجنودك , وراحة من همومك , وأمنا لبلادك . ولكن الحذر كل الحذر من عدوك بعد صلحه . فأن العدو ربما قارب ليتغفل , فخذ بالحزم واتهم في ذلك حسن الظن " . 25 - - كيف نسعى يا سيدي أمير المؤمنين بين الحق والباطل ؟ - " الباطل أن تقول سمعت والحق أن تقول رأيت . (...و) الراضي بفعل قوم كالداخل فيه معهم , وعلى كل داخل في باطل أثمان : إثم العمل به وإثم الرضا به (...و) من صارع الحق صرعه " .. 26 - - وكيف نعمل إذن يا أمير المؤمنين ؟ - " احذر كل عمل يعمل به في السر ويستحي منه في العلانية . واحذر كل عمل إذا سئل عنه صاحب أنكره أو اعتذر منه " . 27 - - والحياة , كيف نواجهها والحالة هكذا يا سيدي ؟ - " ليس من شيء إلا ويكاد صاحبه يشبع منه ويمله , إلا الحياة فأنه لا يجد له في الموت راحة " .. 28 - - والدهر كيف نعامله يا مولاي الإمام ؟ - " الدهر يومان : يوم لك ويوم عليك . فإذا كان لك فلا تبطر , وإذا كان عليك فأصبر، فكلاهما زائل " .. 29 - - لكن اللؤم يكاد أن يطغي على دهرنا هذا يا سيدي ؟ - " احذروا صولة الكريم إذا جاع واللئيم إذا شبع " . 30 - - بل كيف ندفع التهمة عنا ؟ - " من وضع نفسه مواضع التهمة لا يلومن من أساء له الظن " . 31 - - والإصرار على الجهل . كيف نحترس منه يا سيدي ؟ - " من كثر نزاعه بالجهل دام عماه عن الحق " . 32 - - حتى لو أصبحنا اليوم من غير أصدقاء ؟ - " اعجز الناس من عجز عن اكتساب الإخوان , واعجز منه من ضيع من ظفر به منهم .(...) لكن لا تتخذن عدو صديقك صديقا فتعادي صديقك " .. 33 - - أين الأمل في كل هذا يا أمير المؤمنين ؟ - " من وثق بماء لا يظمأ " . 34 - - أليس من مسك لختام حديثنا هذا يا سيدي أمير المؤمنين ؟ - " ما أكثر العبر واقل الاعتبار " . اعتمد هذا اللقاء على ماورد في كتاب ( نهج البلاغة ) بأجزائه الأربعة. وهو مجموع ما اختاره الشريف الرضي من كلام الإمام علي بن أبي طالب )عليه السلام ( وكما شرحه الأستاذ الشيخ محمد عبده مفتي الديار المصرية | |
|
الامبراطور المشرف العام
عدد الرسائل : 2043 العمر : 40 الموقع : دولة الامام المنتظر (عج) السٌّمعَة : 2 نقاط : 580 تاريخ التسجيل : 28/07/2008
| موضوع: رد: لقاء صحفي مع الأمام علي عليه السلام السبت يناير 08, 2011 7:49 pm | |
| احسنت بارك الله فيك هذا هو علي المرتضى باقي على مر العصور كلمات تدوي في الاذان لا يمحى ذكره مهما جارت الدهور | |
|