غربــــــــــــ وطن ــــــــــــــة (ج1) ,,, بقلمي

عبر حروفها تروي لنا مسيرةغربتها التي بدأت بطفولة وأدها اليتم منها فجأة وفي صباح عيد الفطر
ليعلن لها عن فجر يتيم وموت فرحتها لتودع طفولتها مع فجر ولتصبح امرأة تخوض معترك الحياة ,
فلم تعرف ماهي الطفولة ولم تعش الشباب .. وماهو الفرح .. واين هو العيد وكيف يكون ..؟
لكنها
تعرف الالم .. والحزن .. تعرف الموت ومعنى الفاجعة .. فقررت ان تسير وتحقق
احلامها ام تصارع الحياة لتحمي عصافيرها .. واب فجعت برحيله صباح العيد
فجأة وبدون سابق انذار , فكانت الأخت لوالدتها والأم لأخوانها مع والدتها
.. لتودع دلال الطفولة وفرحها وتكون اما واختا تفي بالتزامها وطالبة
لتحقق احلام والديها ..فكانت ترعى اخواتها وتحرص على دراستهم وتساعد
والدتها بأعمال يدوية لتساعد في توفير اقل الاحتياجات .. واجتهدت بكل
قواها للحصول على المعدل لتنصدم بواقع مرير مجحف لايعرف الرحمة , عندما
تفاجئت بعدم قبولها للثانوية العامة فسألت عن السبب لتعلم انه تم رفضها
لأنها يتيمة بمشيئة ربانية فلم تكن ابنت شهيد او بعثي لتنعى موت امالاها
من جديد فرجعت للمنزل وهي كسيرة الروح مثخنة الجراح وقلبا نازف الم وحزن
لاتعلم لماذا القدر يحاربها لماذا دائما تفقد كل شيء لماذا لاترى غير
الصدمات, لكنها لم تيأس فرسمت لها طريقا جديدا لتسير به وتكمل دراستها فلم
يكن امامها خيار سوى الألتحاق بالآعداديات المهنية وقد عارضت
العائلةالتحاقها بمدرسة مهنية لكنها التحقت واكملت دراستها في امل
الحصول على وظيفة لتوفر لها الحياة الكريمة وبعد ان اكملت الاعدادية قدمت
اوراقها لللتعيين
فارتطمت بصدمة اكبر انها لاتستحق التعيين لأنها لاتحمل بطاقة عبور بعثية , وان كانت تود التعيين يجب
ان تملأ -- استمارة الانضمام للبعث كيينظروا من جديد في طلب اعادة تعيينها لكنها رفضت .. فماتت
احلامها
.. وافراحها .. وامالاها .. فبقيت سنة متبعثرة-- تعيش في دوامة -- بين
الالم والحزن وفاجعتها بموت كل ماتحبه بدءا بأبيها , لكنها لم ولن تستسلم
وعند فتح اول جامعة خاصة قنعت والدتها بالألتحاق للجامعة لأكمال دراستها
على امل ان يتغير الحال فوافقت والدتها بأكمال دراستها وخلال السنة الثالثة
من الجامعة يأتي قرار العم الجاحد بزواج اولاده من الاخوات ليدفن بذلك
مطالبتهم بما استولى عليه قصرا لكن الام قررت ان تحافظ على فلذات كبدها فلم
تجد طريق امامها غير الغربة وهنا كانت مسيرة جديدة لاتعلم عن ملامحها
شيئا ولاتملك من امرها الرفض سوى ان تسطر بكتابات عمرها وفي وريقات قلبها
المها وموت احلامها
لكن هذه المرة عاشت الالم والحزن الذي لايشابهه سوى صباح ذاك العيد