المغرم نائب المديـر العــام
عدد الرسائل : 1994 الموقع : مع المتقين السٌّمعَة : 2 نقاط : 787 تاريخ التسجيل : 19/07/2008
| موضوع: الإمام الكاظم(عليه السلام) يتحدّى كبرياء هارون السبت أغسطس 09, 2008 10:26 pm | |
| لقد تنوعت ضغوط هارون على الإمام وهو في السجن، ونجد الإمام (عليه السلام) وهو في أوج المحنة يتحدّى كبرياء هارون بكل صلابة وشدّة حتى فشل هارون بكل ما اُوتي من حول وقوّة ولم يجد أمامه حلاًّ ينسجم مع نزعاته إلاّ سمّ الإمام(عليه السلام) واغتياله.
وإليك جملة من ضغوط هارون على الإمام الكاظم(عليه السلام) وهو في السجن:
إرسال جارية له
أنفذ هارون الى الإمام(عليه السلام) جارية وضّاءة بارعة في الجمال والحسن، أرسلها بيد أحد خواصّه لتتولى خدمة الإمام ظانّاً أنه سيفتتن بها، فلما وصلت إليه قال(عليه السلام) لمبعوث هارون: قل لهارون: بل أنتم بهديتكم تفرحون، لا حاجة لي في هذه ولا في أمثالها. فرجع الرسول ومعه الجارية وأبلغ هارون قول الإمام (عليه السلام) فالتاع غضباً وقال له: ارجع إليه، وقل له: ليس برضاك حبسناك ولا برضاك أخدمناك واترك الجارية عنده، وانصرف. فرجع ذلك الشخص وترك الجارية عند الإمام(عليه السلام) وأبلغه بمقالته. وأنفذ هارون خادماً له الى السجن ليتفحص عن حال الجارية، فلما انتهى إليها رآها ساجدة لربّها لا ترفع رأسها وهي تقول في سجودها: قدوس ، قدوس. فمضى الخادم مسرعاً فأخبره بحالها فقال هارون: سحرها والله موسى ابن جعفر، عليّ بها. فجيئ بها إليه، وهي ترتعد قد شخصت ببصرها نحو السماء وهي تذكر الله وتمجّده ، فقال لها هارون: ما شأنك؟! قالت: شأني الشأن البديع، إني كنت عنده واقفة وهو قائم يصلّي ليله ونهاره، فلمّا انصرف من صلاته قلت له: هل لك حاجة أُعطيكها؟ فقال الإمام(عليه السلام): وما حاجتي إليك؟ قلت: إني اُدخلت عليك لحوائجك. فقال الإمام(عليه السلام): فما بال هؤلاء - واشار بيده الى جهة- فالتفتُّ فاذا روضة مزهرة لا أبلغ آخرها من أولها بنظري ، ولا أولها من آخرها ، فيها مجالس مفروشة بالوشي والديباج، وعليها وصفاء ووصايف لم أر مثل وجوههنّ حسناً، ولا مثل لباسهنّ لباساً، عليهن الحرير الأخضر، والاكاليل والدر والياقوت، وفي أيديهن الاباربق والمناديل، ومن كل الطعام، فخررت ساجدة حتى أقامني هذا الخادم، فرأيت نفسي حيث كنت. فقال لها هارون وقد اترعت نفسه بالحقد: يا خبيثة لعلّك سجدت، فنمت فرأيت هذا في منامك! قالت لا والله يا سيدي، رأيت هذا قبل سجودي، فسجدت من أجل ذلك. فالتفت الرشيد الى خادمه، وأمره باعتقالها واخفاء الحادث لئلاّ يسمعه أحد من الناس، فأخذها الخادم، واعتقلها عنده، فأقبلت على العبادة والصلاة، فاذا سئلت عن ذلك قالت: هكذا رأيت العبد الصالح.
محاولة سم الإمام (عليه السلام)
ولم يتحمل الرشيد سماعه لمناقب الإمام ومآثره وانتشارها بين الناس فعزم على قتله، فدعا برطب وأخذ رطبة من ذلك الرطب المهيّأ له ، فوضع فيها سماً، وقال لخادمه احمله الى موسى بن جعفر وقل له: إنّ أمير المؤمنين أكل من هذا الرطب ويقسم عليك بحقه لمّا أكلته عن آخره فاني اخترته لك بيدي ولا تتركه يبقي شيئاً ولا يطعم منه أحداً. فحمل الخادم الرطب وجاء به الى الإمام(عليه السلام) وأبلغه برسالة هارون فأخذ الإمام يأكل من الرطب وكانت للرشيد كلبة عزيزة عنده، فجذبت نفسها وخرجت تجرّ بسلاسلها الذهبية حتى حاذت الإمام(عليه السلام) فبادر بالخلال الى الرطبة المسمومة ورمى بها الى الكلبة فأكلتها فلم تلبث أن ضربت بنفسها الأرض وماتت، واستوفى الإمام باقي الرطب وباء مخطط الرشيد بالفشل والخيبة فلم تنجح محاولته في اغتيال الإمام(عليه السلام) فأنقذه الله منه وصرف عنه السوء.
توسط لإطلاق سراحه
واستدعى الرشيد وزيره يحيى بن خالد فقال له: يا أبا علي أما ترى مانحن فيه من هذه العجائب؟ ألا تدبّر في أمر هذا الرجل تدبيراً تريحنا من غمّه؟ فأشار عليه بالصواب وأرشده الى الخير فقال له: الذي أراه لك يا أمير المؤمنين إن تمنن عليه وتصل رحمه فقد والله أفسد علينا قلوب شيعتنا وكان يحيى يتولاّه وهارون لا يعلم ذلك. فاستجاب الرشيد لنصحه وقال له: انطلق إليه وأطلق عنه الحديد وأبلغه عني السلام وقل له: يقول لك ابن عمّك: إنه قد سبق مني فيك يمين أني لا أخليك حتى تقرّ لي بالإساءة وتسألني العفو عمّا سلف منك وليس عليك في اقرارك عار ولا في مسألتك إيّاي منقصة، وهذا يحيى بن خالد ثقتي ووزيري وصاحب أمري فاسأله بقدر ما أخرج من يميني. وانصرف راشداً. ولم يخف على الإمام ذلك لأنه يريد أن يأخذ من الإمام(عليه السلام) اعترافاً بالإساءة ليتخذها وسيلة الى التشهير به ومبرّراً لسجنه له. فلما مثل يحيى عنده وأخبره بمقالة الرشيد. فقال له الإمام(عليه السلام): (أولا سيجري عليك أنت واسرتك من زوال النعمة على يد هارون، وحذّره من بطشه) ثم ردّ ثانياً على مقالة الرشيد قائلا: (يا أبا علي، أبلغه عنّي: يقول لك موسى بن جعفر: يأتيك رسولي يوم الجمعة فيخبرك بما ترى -أي بموته- وستعلم غداً إذا جاثيتك بين يدي الله من الظالم والمعتدي على صاحبه والسلام). | |
|
غرام حسيني المدير العام
عدد الرسائل : 4535 العمر : 51 الموقع : ولاية علي عليه السلام السٌّمعَة : 3 نقاط : 1437 تاريخ التسجيل : 20/07/2008
| موضوع: رد: الإمام الكاظم(عليه السلام) يتحدّى كبرياء هارون الثلاثاء أغسطس 19, 2008 12:35 am | |
| | |
|
المغرم نائب المديـر العــام
عدد الرسائل : 1994 الموقع : مع المتقين السٌّمعَة : 2 نقاط : 787 تاريخ التسجيل : 19/07/2008
| موضوع: رد: الإمام الكاظم(عليه السلام) يتحدّى كبرياء هارون الثلاثاء سبتمبر 02, 2008 9:14 pm | |
| | |
|