يعتبر حَبُّ الشباب مرضاً مجهول السبب ، ولكن هناك نظريات عديدة في هذا الصدد أهمها :
ازدياد إفراز الهرمونات المذكرة والمؤنثة أثناء فترة البلوغ ، وهي فترة ظهور المرض حيث تؤدي هذه الهرمونات إلى زيادة في حجم وإفراز الغدد الدهنية ، وتؤدي كذلك إلى ضيق في القنوات الدهنية التي تمر من خلالها الإفرازات الدهنية للجلد .
ويؤدي ذلك إلى تجمع الدهون وانتفاخ في الغدد الدهنية ، حيث تقوم البكتيريا الجلدية بتحويل الدهون الثلاثية إلى دهون أحادية وثنائية ، وإلى أحماض دهنية حرة .
هذه الأحماض الدهنية الحرة ، هي أحد أسباب التهاب الجلد ، وذلك بعد انفجار القناة الدهنية وانتشار هذه الأحماض في المنطقة المحيطة بالغدد الدهنية ، فتؤدي إلى ظهور حب الشباب .
هذا وقد وجد أن هناك علاقة بين استعمال وسائل المكياج من جانب المرأة وانتشار حب الشباب ، حيث وجد أن 30% من النساء اللواتي يستعملن أدوات المكياج يُصِبنَ بحَبِّ الشباب ، وخصوصا في المنطقة السفلية من الوجه .
أما العلاقة بين حب الشباب وتناول أنواع معينة من الأكل فتتلخص بأن هناك نظرية قديمة مفادها أن الإكثار من المواد الدهنية كالشكولاته والقهوة والمكسرات ( الكرزات ) يؤدي إلى ظهور حب الشباب .
ولكن اتضح حديثاً بأن هذا غير صحيح ، حيث ظهرت نظرية حديثة تنفي بأن تكون هنالك علاقة بين أنواع من الطعام وحب الشباب التي تزداد بتناول المواد الدهنية .
وازدياد حب الشباب في هذه الحالات راجع للعامل النفسي ، فقد ارتبط في ذهن المريض أن أكل المواد الدهنية يزيد من ظهور المرض ، ولا أحد يستطيع أن ينكر دور العامل النفسي في ظهور حب الشباب ، حيث تزداد الحالة عندما يتعرض الشخص لأزمات نفسية حادة .
فمن المعروف علمياً أنه عندما يتعرض الإنسان لأزمات نفسية حادة تصاحب ذلك زيادة في إفراز الهرمونات ، ومنها الكورتيزون .
ومعروف علمياً دور الكورتيزون في حب الشباب الكورتيزوني ، لهذا لا توجد علاقة بتاتاً بين الأكل وحب الشباب ، فيستطيع المريض بحَبِّ الشباب أن يأكل ما يشاء من الأطعمة .
الشمس والعلاج :
هذا وقد وجد في معظم الحالات عند التعرض لجوٍّ حارٍّ وجافٍّ حدوث تحسن في الحالة ، إذ لأشعة الشمس دور في إزالة الطبقة الكيراتينية العُليا المُسبِّبة لضيق أو إغلاق القناة الدهنية ، وكذلك الأشعة فوق البنفسجية تؤدي إلى قتل البكتيريا الجلدية التي تلعب دوراً رئيسياً في التهاب الجلد .
ولكن عندما يتعرض الإنسان لجوٍّ حارٍّ وَرَطِبٍ ، فإن هذا يؤدي إلى ظهور نوع من أنواع حَبِّ الشباب يُسمَّى بـ ( حَبّ الشَّباب الاستوائي ) .
وهناك مقولة خاطئة تزعم أن حب الشباب يزول بعد الزواج ، فهذا غير صحيح بتاتاً ، فليس لذلك أي مدلول علمي على الإطلاق .
الصابون الطبي والعادي :
وحول نوعية استعمال الصابون الطبي أو العادي ، وأيهما أفضل للاستعمال في حالة حب الشباب ، نجد أن الصابون يؤدي إلى إزالة الطبقة الدهنية للجلد ، وهذا بالتالي يؤدي إلى جفاف هذه الطبقة من الجلد ، ويؤدي في النهاية إلى تقشرها وسقوطها .
وهذا بالتالي يساعد على فتح القنوات الدهنية الضيقة ، ولا شك أن كثرة استعمال الصابون غير مطلوبة ، حيث يؤدي ذلك إلى جفاف وتشققات في الجلد ، وهذا سوف يؤدي إلى حرقة في الجلد عند استعمال الأدوية الموضعية .
وهناك أنواع من الصابون الطبي تحتوي على مواد مطهرة تساعد على قتل البكتيريا الجلدية ، وقدرتها على تجفيف الجلد أكيدة ، لذا ينصح باستعمالها عندما يكون الجلد دهنياً ، والحقيقة أن دور الصابون في علاج حب الشباب دور ثانوي ، حيث أن الدور الأساسي هو في استعمال الأدوية .
أنواع العلاج :
في السنوات القليلة الماضية ظهرت عدة أنواع من الأدوية لعلاج حب الشباب ، لكن أهمها دواء جديد من مشتقات فيتامين (A) الصناعية ، وقد تبين أن هذا الدواء له فعالية كبيرة في علاج أحد أنواع حب الشباب يسمى بحب الشباب الكيسي .
وهو نوع شديد يؤدي إلى تشوهات في الجلد ، لكن يعاب على هذا الدواء الأعراض الجانبية ، إذ يؤدي إلى اضطراب في الكبد ، وإلى جفاف ، وحكة في الجلد ، وتساقط في الشعر ، وآلام في المفاصل ، ولكن يمكن التحكم في هذه الأعراض الجانبية بتقليل جرعة الدواء .
وظهر دواء آخر في الأسواق منذ عدة سنوات يسمى بمضادات الأندروجين ، ومن اسمه يتضح أنه يقلل من دور هرمون الأندروجين ، وهو الهرمون المذكر ، ومعروف علمياً أن هذا الهرمون يلعب دورا رئيسيا في حالات حب الشباب .
ويُضاف إلى هذا الدواء كذلك هرمون الاستروجين ، وهو الهرمون المؤنث ، حيث يستعمل لعلاج حالات حب الشباب وعلاج حالات الشعر الزائد والخشن ، كما يستعمل كحبوب لمنع الحمل ، ويتضح من ذلك أن هذا الدواء يستعمل للمرأة دون الرجل .
نصيحة :
هناك بعض المرضى الذين يكثرون من لمس مكان الإصابة ، والأخطر من ذلك هو فتح هذه الحبوب وعصرها حيث يؤدي ذلك إلى انفجار الغدد الدهنية وازدياد التهاب الجلد ، والنتيجة هي عدم ظهور ندب وتشوه في الجلد ، لذا يجب عدم لمس مكان الإصابة بتاتاً ، واستعمال الدواء بانتظام مع استشارة الطبيب المختص .