صبر المريض:
يستحب للمريض احتساب المرض وأن يصبر عليه ويتحمل وجعه ويشكر الله عز وجل، فإنّ المرض سجن الله الذي به يعتق المؤمن من النّار، ويكتب له في مرضه أفضل ما كان يعمل من خير في صحّته، وإن سهر ليلة من مرض أو وجع أفضل وأعظم أجراً من عبادة سنة، وإنّ أنين المؤمن تسبيح وصياحه تهليل، ونومّه على الفراش عبادة، وتقلّبه من جنب إلى آخر جهاد في سبيل الله، وإن عوفي مشى في النّاس وما عليه ذنب، وأيّما رجل اشتكى فصبر واحتسب، كتب الله له أجر ألف شهيد، إلى غير ذلك.
1-قال (عليه السلام): (من اشتكى ليلة فقبلها بقبولها وأدى إلى الله شكرها كانت له كفارة ستين سنة)، قال قلت: وما قبلها بقبولها؟ قال: (صبر على ما كان فيها)).
2-وروي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: (المرض لا أجر فيه ولكن لا يدع ذنبا إلا حطه، وإنما الأجر بالقول واللسان، والعمل باليد والرجل، وإن الله تعالى ليدخل بصدق النية والسريرة الخالصة جما من عباده الجنة)
3-وعن النّبيّ (صلى الله عليه وآله) قال: (يكتب أنين المريض حسنات ما صبر، فإن جزع كتب هلوعاً لا أجر له)
الحمى وثوابها:
1-وعن علي بن الحسين (عليه السلام) قال: (حمى ليلة كفارة سنة وذلك لأن ألمها يبقى في الجسد سنة
وعن أبي الحسن (عليه السلام) قال: (حمّى ليلة كفّارة سنة )-2
وعنه (صلى الله عليه وآله): (حمّى يوم كفّارة سنة)-3
4-قال المحدث النوري في المستدرك: (وسمعنا بعض الأطبّاء وقد حكي له هذا الحديث فقال: هذا يصدّق قول أهل الطّبّ إنّ حمّى يوم تؤلم البدن سنةً
وعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (حمى ليلة كفارة لما قبلها ولما بعدها)-5
وعن أبي جعفر (عليه السلام) قال: (حمى ليلة تعدل عبادة سنة، وحمى ليلتين تعدل عبادة سنتين، وحمى ثلاث تعدل عبادة سبعين سنة)، قال أبو حمزة: قلت: فإن لم يبلغ سبعين سنة، قال: (فلأبيه وأمه)، قال: قلت: فإن لم يبلغا، قال: (فلقرابته)، قال: قلت: فإن لم تبلغ قرابته، قال: (فلجيرانه)).
مرض الولد:
1-عن أبي عبد اللّه (عليه السلام) قال: (إنّ العبد يكون له عند ربّه درجة لا يبلغها بعمله فيبتلى في جسده أو يصاب في ماله أو يصاب في ولده فإن هو صبر بلّغه اللّه إيّاها)
وقال النّبيّ (صلى الله عليه وآله): (إذا مرض الصّبيّ كان مرضه كفّارةً لوالديه)).2
وعن علي (عليه السلام) في المرض يصيب الصبي؟ قال: (كفارة لوالديه)).3
المفجوع في أعضائه:
عن ابن فهد في عدّة الدّاعي، عن جابر قال أقبل رجل أصمّ أخرس حتّى وقف على رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) فأشار بيده، فقال رسول اللّه (صلى الله عليه وآله): (اكتبوا له كتاباً تبشّرونه بالجنّة فإنّه ليس من مسلم يفجع بكريمته أو بلسانه أو بسمعه أو برجله أو بيده فيحمد اللّه على ما أصابه ويحتسب عند اللّه ذلك إلا نجّاه الله من النار وأدخله الجنّة) ثمّ قال رسول اللّه (صلى الله عليه وآله): (إنّ لأهل البلايا في الدّنيا درجات وفي الآخرة ما لا تنال بالأعمال، حتّى أنّ الرّجل ليتمنّى أنّ جسده في الدّنيا كان يقرض بالمقاريض ممّا يرى من حسن ثواب اللّه لأهل البلاء من الموحّدين فإنّ اللّه لا يقبل العمل في غير الإسلام)
لزكام وما أشبه:
3-عن النّبيّ (صلى الله عليه وآله) قال: (ما من إنسان إلا وفي رأسه عرق من الجذام فيبعث اللّه عليه الزّكام فيذيبه وإذا وجد أحدكم فليدعه ولا يداويه حتّى يكون اللّه يداويه)
2-وعن النّبيّ (صلى الله عليه وآله) أنّه قال: (الزّكام جند من جنود اللّه عزّ وجلّ يبعثه اللّه على الدّاء فيزيله)
3-وعن الإمام الرضا (عليه السلام): (وإذا خاف الإنسان الزّكام في زمان الصّيف فليأكل كلّ يوم خيارةً وليحذر الجلوس في الشّمس)
ترك الشكوى:
يستحب ترك الشكّوى، فإنّ من فعل ذلك بدل الله لحماً خيراً من لحمه ودماً خيراً من دمّه بشراً خيراً من بشره، وإن أبقاه أبقاه بلا ذنب وإن أماته أماته إلى رحمته، وإنّ من مرض يوماً وليلة فلم يشك إلى عوّاه بعثه الله يوم القيامة مع خليله إبراهيم (عليه السلام) حتّى يجوز على الصراط كالبرق واللامع.
وليس من الشكوى بيان ما فيه من الحمّى والمرض وسهر الليل ونحو ذلك وإنّما الشكوى أن يقول: قد ابتليت ما لم يبتل به أحد، أو أصابني ما لم يصب أحد، أو نحو ذلك.
1-عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (يقول الله عز وجل: إذا ابتليت عبدي فصبر ولم يشتك على عواده ثلاثا أبدلته لحما خيرا من لحمه وجلدا خيرا من جلده ودما خيرا من دمه، وإن توفيته توفيته إلى رحمتي، وإن عافيته عافيته ولا ذنب عليه)
2-وعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (إنما الشكوى أن يقول الرجل: لقد ابتليت بما لم يبتل به أحد، أو يقول: لقد أصابني ما لم يصب أحدا، وليس الشكوى أن يقول: سهرت البارحة وتحممت اليوم ونحو هذا)
عيادة المريض:
من المستحب عيادة المريض، وهي من حقوق المؤمن على أخيه، وقد ورد أنه بمنزلة عيادة الله عز وجل، وذلك كناية عن تقرب العبد إليه سبحانه وتعالى حينئذ.
وفضل عيادة المريض عظيم، فأيّما مؤمن عاد مؤمناً في الله خاض في الرحمة خوضاً، فإذا جلس غمرته الرحمة، فإذا انصرف وكّل الله به سبعين ألف من الملائكة يستغفرون له ويسترحمون عليه، ويقولون طبت وطابت لك الجنة إلى تلك الساعة من غد.
ولا يتأكد استحباب العيادة في وجع العين وفي أقلّ من ثلاثة أيّام بعد العيادة أو يومين وعند طول العلّة.
قال (عليه السلام): (إذا كان يوم القيامة نادى مناد العبد إلى الله عز وجل فيحاسبه حسابا يسيرا ويقول: يا مؤمن ما منعك أن تعودني حين مرضت، فيقول المؤمن: أنت ربي وأنا عبدك، أنت الحي القيوم الذي لا يصيبك ألم ولا نصب، فيقول عزوجل: من عاد مؤمنا في فقد عادني، ثم يقول له: أتعرف فلان بن فلان، فيقول: نعم يا رب، فيقول له: ما منعك أن تعوده حين مرض أما إنك لو عدته لعدتني ثم لوجدتني به وعنده، ثم لو سألتني حاجة لقضيتها لك ولم أردك عنها
دعاء المريض:
يستحب للإنسان أن يطلب من المريض أن يدعو له، فإن دعاءه يعدل دعاء الملائكة على ما في الروايات، كما ينبغي توقّي دعائه عليه بترك غيظه وإضجاره، فإنّ دعاءه مستجاب.
1-عن أبي عبد الله (عليه السلام): (عودوا مرضاكم واسألوهم الدعاء، يعدل دعاء الملائكة، ومن مرض ليلة فقبلها بقبولها كتب الله له عبادة ستين سنة)، قلت له: ما معنى قبولها، قال: (لا يشكو ما أصابه فيها إلى أحد
2-وقال (عليه السلام): (إذا دخل أحدكم على أخيه عائدا له فليدع له وليطلب منه الدعاء فإن دعاءه مثل دعاء الملائكة
وقال (عليه السلام): (من عاد مريضا في الله لم يسأل المريض للعائد شيئا إلا استجاب الله له-3
نقلا عن موقع طب المعصومين(مع التقديم والتأخير)